أعلنت السلطات التركية عن تفكيك خلية تجسس يشتبه بارتباطها بدولة الإمارات العربية المتحدة، كانت تعمل داخل البلاد بهدف جمع معلومات حساسة من مؤسسات دفاعية تركية، حيث جاءت العملية عقب تحقيقات موسعة قادتها النيابة العامة التركية، التي أكدت أن أفراد الخلية كانوا يتحركون بتوجيهات مباشرة من جهات نافذة داخل أبوظبي.
وفق المعلومات المتداولة، نفذت وحدات الاستخبارات والأمن التركية عملية متزامنة في عدد من الولايات، أسفرت عن توقيف عناصر الشبكة وضبط أجهزة إلكترونية ومواد توثق طبيعة الأنشطة التي كانوا يقومون بها، حيث تشير التحقيقات الأولية إلى أن الخلية ركزت على متابعة مشاريع دفاعية تركية، ومحاولة الوصول إلى معلومات داخل مؤسسات حكومية وعسكرية.
ومن طبيعة المهام التي كانت تنفذها الخلية، تبين للنيابة التركية أن أفراد الشبكة عملوا على بناء شبكة علاقات داخل بيئات معينة للحصول على بيانات غير متاحة للعامة، تشمل أنشطة الصناعات الدفاعية التركية، وحركة بعض الموظفين والمسؤولين في مؤسسات حساسة، وأيض على تقارير وتحليلات ترفع بشكل دوري إلى المشرفين عليهم في الإمارات، كما تحدثت التحقيقات عن عمليات تمويل وتحويلات مالية مشبوهة يرجح أنها كانت تهدف لدعم استمرار عمل الخلية داخل تركيا.
تأتي هذه الحادثة في ظل توترات متقطعة بين أنقرة وأبوظبي رغم تحسن العلاقات في السنوات الأخيرة، حيث يعيد هذا الملف الحساس فتح النقاش حول طبيعة التنافس الأمني والاستخباراتي في المنطقة، لا سيما في ظل الدور المتنامي لتركيا في المجال الدفاعي، ومساعيها لتعزيز حضورها الإقليمي.
ويرى محللون أن الكشف عن الخلية قد يكون له تأثير مباشر على مسار التعاون بين البلدين، وقد يدفع أنقرة إلى إعادة تقييم مستوى الثقة في العلاقات الأمنية مع بعض الدول الإقليمية.
ومن المتوقع أن تستكمل النيابة التركية إجراءات التحقيق مع الموقوفين، حيث يجري تحليل البيانات المصادرة وتحديد ارتباطات أخرى محتملة خارج البلاد، كما لم تصدر حتى الآن تصريحات رسمية من الجانب الإماراتي بشأن الاتهامات.
وبهذا التطور، يجد الملف الأمني بين تركيا والإمارات نفسه مجددا في دائرة الضوء، وسط تساؤلات عن تداعيات هذه القضية على مستقبل العلاقات الثنائية وعلى خريطة التحالفات في المنطقة.
إرسال التعليق