جدل واسع في الجديدة بعد ظهور “النجمة السداسية” على أعمدة جماعة مولاي عبد الله

آخر الأخبار

جدل واسع في الجديدة بعد ظهور “النجمة السداسية” على أعمدة جماعة مولاي عبد الله

رصدالمغرب / لبنى موبسيط


أثار ظهور رمز النجمة السداسية، المرتبط بالكيان الصهيوني، على أعمدة جماعة مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة، تزامنا مع انطلاق موسم الولي الصالح مولاي عبد الله، موجة استياء وغضب عارمة في الأوساط الشعبية والحقوقية، وفتح باب التساؤلات حول خلفيات هذا الفعل غير المسبوق في المغرب.

الرمز الذي ارتبط تاريخيا بالحركة الصهيونية، واعتمد في علم “إسرائيل”، وجد طريقه بشكل مفاجئ إلى إحدى أبرز الجماعات المغربية، في خطوة وصفها الكثيرون بأنها “استفزاز مباشر لمشاعر المغاربة” في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي تعيشه غزة، وسقوط آلاف الشهداء من الأطفال والنساء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر.

وما زاد من حدة الجدل، أن هذه الواقعة تأتي في أعقاب زيارة قام بها رئيس جماعة مولاي عبد الله إلى “إسرائيل”، وهي زيارة وصفت بأنها “مشبوهة” وغير مفهومة في سياقها وتوقيتها، خاصة أنها لم تخرج بأي إعلان رسمي أو مصلحة واضحة تعود على الساكنة، حيث تفاجأ المواطنون بعد عودته بتثبيت رموز صهيونية في قلب المنطقة، وهو ما اعتبر توظيفا سياسويا ومعنويا خطيرا لرموز دينية وتاريخية مغربية.

العديد من الفاعلين المدنيين اعتبروا أن “استبدال النجمة المغربية الخماسية، أحد أبرز رموز الهوية الوطنية، برمز يحمل دلالات استعمارية وإجرامية، يعد تجاوزا خطيرا وتطبيعا مرفوضا”، وأيضا دعا البعض إلى فتح تحقيق عاجل من طرف السلطات المختصة لتحديد المسؤوليات، ومحاسبة من سمح أو أمر بتركيب هذه الرموز في الفضاء العام، دون أدنى اعتبار لخصوصية وثقافة المغاربة.

بينما لم يصدر أي بيان رسمي يوضح ما إذا كانت هناك توأمة قائمة أو مرتقبة بين جماعة مولاي عبد الله وأي بلدية إسرائيلية، إلا أن متتبعين للشأن المحلي لم يستبعدوا وجود محاولات فردية لعقد شراكات أو تفاهمات من طرف رئيس الجماعة، خصوصا في ظل تكتمه عن تفاصيل زيارته لـ”إسرائيل” وأهدافها الحقيقية.

وفي خضم هذا الجدل، ينتظر من السلطات الإقليمية والمركزية إصدار توضيحات رسمية حول ما جرى، وتحديد مدى قانونية ما تم تركيبه، إلى جانب احترام رمزية الفضاءات العامة، ومراعاة السياق الوطني والدولي الذي يعيش فيه الشعب المغربي تضامنا كبيرا مع القضية الفلسطينية.

فهل سيبقى هذا الحدث مجرد “زلة” عابرة؟ أم أنه مؤشر على محاولات اختراق صهيونية لرموزنا الثقافية والدينية عبر نخب محلية لا تعكس إرادة الشعب؟

إرسال التعليق