
حادث رأس الماء سلوك فردي شاذ لا يمس سمعة المخيمات
رصدالمغرب / عبدالله بوشريط
أكدت الجامعة الوطنية للتخييم في بلاغ رسمي أنها تبرأت بشكل تام مما بات يعرف بـ “فضيحة مخيم رأس الماء”، التي تفجرت خلال المرحلة الرابعة من البرنامج الوطني للتخييم، عقب توقيف مؤطر تربوي يشتبه تورطه في اعتداء مشين على طفل قاصر لا يتجاوز عمره 13 سنة.
وأوضحت الجامعة أن تفاصيل الحادث تعود إلى الساعات المتأخرة من الليل، حين ضبط رئيس الفضاء التربوي المؤطر المعني داخل جناح مخصص لنوم الأطفال وهو بصدد القيام بسلوكيات غير أخلاقية، ليتم إشعار مدير المخيم الذي بادر فورا إلى إبلاغ مصالح الدرك الملكي، ما أسفر عن توقيف المشتبه به ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، حيث جرى توقيف مؤطر آخر يشتبه في تستره على الواقعة وعدم التبليغ عنها.
وشددت الجامعة في بلاغها أن ما حدث يعد “فعلا معزولا و لا يمت بصلة إلى فلسفة التخييم وقيمه التربوية والإنسانية”، مبرزة أن الأطر المشرفة على المخيم هم من سارعوا إلى كشف السلوك وإبلاغ السلطات، في تجسيد لروح المسؤولية واليقظة التربوية.
وأكدت الهيئة أن سلامة الأطفال وأمنهم الجسدي والنفسي خط أحمر لا يقبل أي تهاون أو تفريط، معتبرة أن حماية الطفولة مسؤولية جماعية يشترك فيها الدولة والمجتمع المدني والأسر، حيث نددت بما وصفته بـ“الفعل الدخيل والشاذ” الذي لا يمكن أن ينسب إلى منظومة التخييم الوطنية أو إلى آلاف الأطر والجمعيات الملتزمة بخدمة الناشئة.
وأبرزت الجامعة أن المخيمات، شأنها شأن باقي المؤسسات التربوية والاجتماعية كالأسر والمدارس والمساجد، قد تعرف أفعالا فردية معزولة، لكنها لا تمثل روح المخيم ولا قيمه الراسخة في التنشئة والتربية على المواطنة.
وفي السياق ذاته، جددت الجامعة الوطنية للتخييم دعوتها إلى اعتماد أعلى درجات المسؤولية والانضباط في مراقبة وتتبع الأنشطة، مع الحرص على جعل المصلحة الفضلى للطفل بوصلة أساسية لكل البرامج والمبادرات، مؤكدة أنها ستظل في الصفوف الأمامية للتصدي لأي انحراف يطال الفضاءات التخييمية.
وختمت الجامعة بلاغها بالتأكيد على أن الحركة الجمعوية التربوية ستواصل دورها في تحصين الميدان من أي تجاوزات، مع دعوة الأسر المغربية إلى تعزيز الثقة في المخيمات باعتبارها فضاءات آمنة للتربية والترفيه، وجسرا لترسيخ قيم التنمية والمواطنة لدى الأجيال الصاعدة.
إرسال التعليق