حارسات التراث الأمازيغي يواجهن التهميش

آخر الأخبار

حارسات التراث الأمازيغي يواجهن التهميش

رصد المغرب /

وسط جبال الأطلس والقرى النائية في المغرب، تحافظ النساء الأمازيغيات على تراث ثقافي عمره أكثر من ألف عام، ينقلهن جيلا بعد جيل من خلال الحكايات الشعبية، والأشغال اليدوية، والفنون التقليدية، ورغم دورهن المحوري في صون هذا التراث، إلا أنهن لا يزلن يعشن على هامش التنمية، يعانين من التهميش والعزلة والحرمان.

أمينة زيوال، رئيسة جمعية “صوت المرأة الأمازيغية”، أطلقت ناقوس الخطر بعد سنوات من مراقبة دقيقة لواقع النساء الأمازيغيات في المناطق الريفية، حيث تقول زيوال: “هؤلاء النساء يقدمن الكثير للمجتمع، لكن لا أحد يلتفت لمعاناتهن، فهن مهمشات ومحرومات من التعليم والرعاية الصحية، ومن حق المشاركة في القرارات التي تمس حياتهن”.

وأيضا تواجه النساء الأمازيغيات أشكالا متعددة من العنف وعدم المساواة، تبدأ من العمل غير المؤدى عنه في الحقول والمنازل، ولا تنتهي عند غياب التمثيل في الحياة العامة والسياسية، وأيضا تضاف إلى ذلك ظروف معيشية قاسية، حيث يفاقمها الفقر، وانعدام البنية التحتية، وغياب سياسات تنموية تراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمرأة الأمازيغية.

وتحذر زيوال من أن استمرار هذا الوضع لا يهدد فقط حقوق النساء، بل يعرض التراث الأمازيغي ذاته لخطر الاندثار، حيث تشكل المرأة الوعاء الحافظ للغة والعادات والتقاليد.، وتضيف الناشطة “إذا أردنا الحفاظ على هويتنا، فعلينا تمكين المرأة الأمازيغية أولاً”.

ورغم التحديات، لا تزال هناك بوادر أمل من خلال مبادرات محلية وجمعوية تسعى لتعليم النساء ومساعدتهن على تأسيس مشاريع صغيرة تدر دخلا، إلا أن زيوال تؤكد أن هذه الجهود تظل غير كافية ما لم تترافق بإرادة سياسية حقيقية لدمج المرأة الأمازيغية في مسار التنمية الوطنية.

ويبقى هؤلاء النساء، رغم الظل الذي يعشن فيه، هن في صلب الهوية المغربية، ولا يمكن الحديث عن تقدم حقيقي دون تمكينهن وإنصافهن.

إرسال التعليق