آخر الأخبار

حينما تصطدم التصريحات الرسمية بواقع الصناع التقليديين

حينما تصطدم التصريحات الرسمية بواقع الصناع التقليديين

رصدالمغرب / سلمى السوسي


أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن الصانع التقليدي المغربي يحظى اليوم بالمكانة التي يستحقها، انسجاما مع التوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مضيفا بأن هذا القطاع الحيوي بات يضم أكثر من 2.6 مليون مغربي ومغربية، يشكلون رافعة أساسية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

غير أن الواقع الميداني يكشف عن صورة مغايرة، تعكسها معاناة العديد من الصناع التقليديين، خصوصا في ضواحي مدينة أكادير، حيث هؤلاء ما زالوا يقاومون من أجل الحفاظ على حرف تقليدية عريقة تكاد تندثر، بعدما قضوا ما يقارب ثلاثة عقود في ممارستها وسط تحديات اجتماعية واقتصادية خانقة.

ولا يقتصر الأمر على أكادير فقط، بل يمتد إلى مدن أخرى كسلا، التي فقدت عددا من حرفييها عقب تهيئة ضفتي أبي رقراق، حيث اختفى نشاط الفخارين بشكل شبه كامل، إلى جانب حرف أخرى كصناعة الجلود والقصابة التقليدية، ولأن الحرف التي شكلت عبر التاريخ جزءا من هوية المدينة، اندثرت أو كادت تحت وطأة التحولات العمرانية والاقتصادية.

ورغم خطابات المسؤولين التي تؤكد على دعم القطاع وإعطائه المكانة اللائقة، يرى الكثير من المهنيين أن هذه التصريحات تبقى مجرد عبارات منمقة تلقى في المناسبات الرسمية، حيث في المقابل ما زال الصناع التقليديون يطالبون بسياسات حقيقية قادرة على إنقاذ ما تبقى من هذا الموروث الثقافي والاقتصادي، وتوفير الظروف الملائمة لاستمراريته عبر الأجيال.

فبين خطاب رسمي يبرز الأرقام والإنجازات، وواقع ميداني يبوح بالتهميش والمعاناة، على السيد السعدي أن يجيب على ما تبقى بسؤال معلق، وهو كيف يمكن للصناعة التقليدية أن تكون رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني إذا كان أساسها الصناع والحرفيون يواجهون خطر الاندثار؟

إرسال التعليق