آخر الأخبار

حيّ السلام… حين تصبح المهرجانات سياسة، ويصير الأمن هامشا منسيا

حيّ السلام… حين تصبح المهرجانات سياسة، ويصير الأمن هامشا منسيا

رصدالمغرب / جليل الحسني


من جردة الباسكيط إلى أزقة الخوف، حي السلام يتحول إلى مرآة لمدينة تدار بالضجيج وتترك بلا سكينة، فلا شيء يثقل كاهل مدينة أكثر من أن يسلب منها حقها في النوم، حيث في حي السلام، على مقربة من “جردة الباسكيط”، صار الليل مرادفا لصخب لا ينتهي، أصوات متعالية وسباب متبادل ومنازعات كلامية ووقع كرات يرتد بين جدران المنازل كما لو كان عزفا إجباريا على مسامع السكان.

وما كان يفترض أن يكون فضاءا رياضيا بسيطا، تحول إلى مصدر إزعاج يومي يطرد السكينة من بيوت اعتادت أن تفتح نوافذها للهدوء، حيث كشفت مصادر من الحي أن الظاهرة لم تقف عند حدود الضجيج الليلي، بل تسربت إلى مظاهر أكثر خطورة، أبرزها تنامي السرقات بين حي السلام وحي السلام الإضافي.

وهناك أسر كثيرة تعيش اليوم على إيقاع خوف مزدوج، بين خوف من جلبة لا تتوقف مع حلول الليل، وخوف من يد خفية تمتد إلى سياراتهم أو ممتلكاتهم في غياب يقظة أمنية حقيقية، حيث المفارقة الصارخة أن هذا المشهد يتعايش مع غياب شبه تام للدوريات الأمنية، وكأن المدينة مقسومة بين وجه رسمي يعرض في المهرجانات وملاعب الكرة، ووجه آخر متروك للفوضى والصداع اليومي.

في النهار تسوق الصور اللامعة لمدينة حديثة تنبض بالحياة، وفي الليل يكتشف السكان واقعا أكثر قسوة، حيث أقفال مشدودة على الأبواب، وقلق يتسلل إلى كل تفاصيل العيش.

والسؤال الذي يتداوله الناس لم يعد عاديا، وهو هل الأمن مجرد ملاحقة الجريمة بعد وقوعها، أم هو قبل ذلك فن الحفاظ على الطمأنينة ومنع أسبابها؟، فماهي التدابير الاحترازية والوقائية؟.

فحين يغيب هذا الحق الأولي، تفقد المهرجانات معناها، وتذوب قيمة الملاعب في الصخب، لأن المواطن لم يعد يملك أبسط شروط الحياة، سواء أن ينام بسلام، أو أن يسير آمنا في زقاقه.

إرسال التعليق