حي السلام… روائح الأزبال تفسد السلام: أزمة متكررة وإهمال جماعي

آخر الأخبار

حي السلام… روائح الأزبال تفسد السلام: أزمة متكررة وإهمال جماعي

رصد المغرب 

في قلب مدينة سلا، حيث يحمل حي السلام اسمه كرمز للهدوء والسكينة، تعيش الساكنة واقعًا مغايرًا تمامًا. في كل مساء، تتحول الأزقة والشوارع، خاصة في الشارع الكبير للحي، إلى مسرح مفتوح لمعاناة يومية بسبب ظاهرة عصر الأزبال. حافلات جمع النفايات، بدلًا من أداء دورها في تنظيف الحي، تتحول إلى مصدر إزعاج خانق؛ إذ تقوم بتفريغ حمولاتها في نقط التجميع، ثم تعصر النفايات وسط الشارع، فتنتشر روائح كريهة تزكم الأنوف وتجبر السكان على إغلاق نوافذهم، وكأننا أمام مشهد يعيد نفسه يومًا بعد يوم بلا أمل في حل.

ورغم الشكايات المتكررة التي قدمها المواطنون إلى الجماعة المحلية، فإن الوضع لا يزال على حاله، بل يزداد سوءًا مع ارتفاع درجات الحرارة. الغريب أن هذه الظاهرة ليست حكرًا على سلا وحدها، بل تكررت في أحياء أخرى ومدن متعددة؛ ما يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى تطور شركات النظافة المفوض لها تدبير القطاع، وهل تملك هذه الشركات الوسائل والتقنيات الحديثة لتحديد نقاط ضغط الأزبال والتعامل معها بشكل سليم؟

في مدن أخرى حول العالم، يتم ضغط النفايات في أماكن مغلقة ومجهزة بأنظمة تمنع انبعاث الروائح، بينما في سلا، يجد المواطن نفسه ضحيةً لسياسات تدبيرية متخلفة، ومشهد عصر الأزبال في الشارع العام يكشف عن خلل هيكلي يتطلب معالجة جذرية.

إن ما يحدث في حي السلام، وغيره من أحياء سلا، ليس مجرد إزعاج لحظي، بل هو مظهر من مظاهر ضعف الحكامة البيئية وغياب رؤية واضحة لإدارة النفايات بشكل حضاري يليق بمدينة بحجم سلا.

هل ستبادر الجماعة إلى معالجة هذا الوضع؟ أم سيظل المواطن رهينةً لروائح الأزبال وغياب الكرامة البيئية؟
أسئلة مفتوحة تنتظر إجابات من صناع القرار، بينما سكان حي السلام يأملون أن يتنفسوا هواءً نقيًا يليق باسم حيهم.

 

إرسال التعليق