خلافات داخلية تهز القيادة العسكرية الإسرائيلية في أعقاب إخفاقات غزة

رصدالمغرب / عبدالحميد الادريسي

كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، أبرزها ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن تصاعد التوتر داخل أروقة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بين قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو، على خلفية الإخفاقات المتكررة في العملية البرية الأخيرة ضد قطاع غزة.

ووفقا لمصادر مطّلعة تحدثت للصحيفة، فإن ما يجري حاليا يعد أحد أكثر حالات التوتر حدة في صفوف “الجيش الإسرائيلي” منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، حيث أشارت إلى وجود تبادل اتهامات بين القيادتين، بعد فشل القوات البرية في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، رغم الغطاء الجوي الكثيف الذي وفره سلاح الجو طوال الأشهر الماضية.

وهناك تقارير تشير إلى أن هناك “أزمة ثقة” عميقة بين أركان القيادة الميدانية، حيث يتهم قادة المنطقة الجنوبية سلاح الجو بعدم توفير الدعم المطلوب في اللحظات الحاسمة من التوغلات البرية، فيما يرد الطيارون بأن القرارات الميدانية “مرتبكة وعشوائية”، ولا تستند إلى تقديرات دقيقة أو معلومات استخبارية موثوقة.

وتضيف الصحيفة أن جلسات تقييم العمليات الأخيرة شهدت مشادات حادة، وصفت بأنها “غير مسبوقة”، بين كبار الضباط، وهو ما يعكس تدهورا خطيرا في مستوى التنسيق العملياتي، قد يترك تداعياته المباشرة على أي تحرك عسكري قادم في غزة أو في جبهات أخرى.

ويرى محللون عسكريون أن هذا التوتر قد يتجاوز حدود الخلاف التكتيكي، ليطرح تساؤلات أوسع حول قدرة “الجيش الإسرائيلي” على إدارة معارك متعددة الجبهات في ظل انقسامات داخلية متزايدة، كما حذروا من أن استمرار هذه الخلافات قد ينعكس سلبا على معنويات الجنود، ويؤثر في سير العمليات في القطاع، خصوصا مع تصاعد الضغط الدولي والميداني على الاحتلال.

وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل انتقادات داخلية متزايدة، بسبب ما يعتبر “فشلا ذريعا” في إنهاء الحرب، أو تحقيق نصر حاسم رغم مرور أكثر من عشرة أشهر على بدايتها.