
رجل الأمن بين الواجب والمخاطرة: من يحمي من يحمينا؟
رصد المغرب / عبد الكبير بلفساحي
في مشهد بات يتكرر ويثير القلق ، يعتدى على رجال الشرطة أثناء تأدية مهامهم ، في مشاهد تعكس مستوى خطيرا من التمرد على القانون ، وتطرح تساؤلات عميقة حول مدى الحماية التي يحظى بها من يفترض أنه رمز الأمن والاستقرار.
قضية رجل الأمن وعنصر التدخل الأمن بمدينة القنيطرة “حمزة” ، و ابن مدينة سلا ، الذي تعرض لطعنة غادرة في وجهه أثناء تأدية واجبه ، أعادت إلى الواجهة سؤالا مؤلما ، هل ما زال رجل الأمن يحظى بالاحترام والاعتبار الذي يستحقه؟
“حمزة” لم يكن إلا واحدا من عشرات رجال الأمن الذين يدفعون ثمن ولائهم للمهنة ، بثمن غال من صحتهم وسلامتهم ، بل أحيانا حياتهم ، مشاهد الاعتداء والتمرد والتطاول على من يرتدون الزي الرسمي أصبحت لا تعد ولا تحصى ، وغالبا ما تمر مرور الكرام دون أن تثير الضجة اللازمة أو تلقى المتابعة القانونية الرادعة أو ما يسمى بالتدابير الاحترازية لتأمين سلامة رجل الأمن الذي أصبح كالحائط القصير على ما يبدو .
فرغم التضحيات الجسيمة التي يقدمها رجال الشرطة ، إلا أن التعامل المجتمعي وحتى الإعلامي معهم لا يرقى دائما إلى مستوى التقدير ، فكثيرا ما ينظر إلى الشرطي كأداة تنفيذ ، لا كإنسان يتحمل أعباء جسدية ونفسية هائلة ، في ظل تحديات مهنية متزايدة ، وتهديدات قد تبدأ من مواجهة مجرم خطير ولا تنتهي ، بل تستأنف عند ضغوط الحياة اليومية ، فهل هناك حماية قانونية ؟ و هل هي كافية؟
ففي الوقت الذي تنادي فيه العديد من الأصوات بضرورة توفير حماية قانونية أكبر لرجال الأمن ، يبقى التنفيذ على أرض الواقع متفاوتا ، فالقوانين موجودة ، ولكن الردع في كثير من الأحيان لا يكون في مستوى الجرم المرتكب ، فرجل الأمن الذي يعتدى عليه يترك أحيانا وحيدا في مواجهة مصيره ، وسط صمت غير مبرر.
والمطلوب اليوم قبل الغد ليس فقط سن قوانين أكثر صرامة ، بل الأهم هو تغيير النظرة المجتمعية تجاه رجل الأمن ، وإعادة الاعتبار لهيبة القانون ، بحيث يجب أن يشعر الشرطي ، كما المواطن ، أن الدولة تقف إلى جانبه ، وتحميه حين يكون في واجهة الخطر ، كما أن الإعلام مطالب بلعب دور محوري في إبراز التضحيات ، ونشر ثقافة احترام المؤسسات الأمنية لا شيطنتها.
في الختام، تبقى قضية حمزة، ذلك الشرطي الشاب الذي حمل هم المهنة بشجاعة ، جرس إنذار جديد ، فحين يعتدى على رجل الأمن ، فإن أمننا جميعا في خطر ، ومن لا يحمي من يحميه فلا أمان له.
إرسال التعليق