
رسائل “ابتزاز جنسي” رقمية تغزو بريد المغاربة بتهديدات وهمية وأساليب احتيال متطورة
رصد المغرب / عبد الله الإدريسي
شهدت الأسابيع الأخيرة تزايدا مقلقا في عدد الرسائل الإلكترونية المشبوهة التي استهدفت مستخدمين في المغرب، تحمل في طياتها تهديدات صريحة ومزاعم باختراق الأجهزة الشخصية وتصوير الضحايا في لحظات خاصة، في إطار ما يعرف عالميا بـ”الابتزاز الجنسي الرقمي” أو Sextortion.
وقد اطلعت منابر إعلامية على نموذج من هذه الرسائل، يظهر فيها المرسل مدعيا أنه اخترق حاسوب الضحية واستطاع تفعيل الكاميرا خلسة، ليصور لقطات “خاصة”، مهددا بنشرها إلى الأصدقاء والعائلة في حال لم يحول مبلغا ماليا، غالبا عبر عملة البيتكوين، لكنها مجرد خدعة رقمية، و لا دليل على الاختراق.
ورغم ما تتضمنه هذه الرسائل من لغة تقنية ومصطلحات توحي بمصداقيتها، يؤكد مختصون في الأمن السيبراني أن هذه الادعاءات مجرد خدع تهدف لبث الخوف في نفوس الضحايا، لأن الغالبية العظمى من هذه الرسائل لا تستند إلى أي اختراق فعلي، وإنما تعتمد على أساليب نفسية دقيقة، مستغلة القلق والارتباك الذي يشعر به المتلقي عند قراءة محتواها.
وتعتمد هذه الهجمات غالبا على إرسال رسائل من مرسل مجهول يدعي اختراق الهاتف أو الحاسوب، حيث يتم التلميح أحيانا إلى كلمات مرور قديمة تسربت في اختراقات سابقة، وبذلك يبدأ بتهديد الضحية بنشر فيديوهات مفبركة إذا لم يتم الدفع خلال مهلة محددة.
وهناك نصائح مهمة للحماية، بحيث يوضحها خبراء في الأمن الرقمي، بأن هذه الرسائل تندرج تحت ما يعرف بهجمات التصيد الاحتيالي (Phishing)، ويشددون على مجموعة من الإجراءات الوقائية، كعدم فتح أي روابط مشبوهة أو الرد على الرسائل المجهولة، وتغيير كلمات السر القديمة فورا، والحرص على استخدام خاصية التحقق بخطوتين (2FA)، ثم الإبلاغ عن الرسالة كبريد خادع (Phishing) أو غير مرغوب فيه (Spam)، وزيارة مواقع موثوقة مثل haveibeenpwned.com للتحقق من تسرب بياناتك من اختراقات سابقة.، كل ذلك كوعي رقمي وضرورة ملحة.
وتعد هذه الظاهرة واحدة من أكثر أشكال الاحتيال الإلكتروني تطورا في السنوات الأخيرة، إذ تستغل ضعف الثقافة الرقمية وقلة الوعي بمخاطر الإنترنت، وتضغط نفسيا على الضحية لدفع المال دون تحقق.
ولذلك تدعو الجهات الأمنية والمجتمع الرقمي في المغرب إلى تكثيف الجهود التوعوية، خاصة وسط الفئات الأقل خبرة بالتقنيات الحديثة، وذلك بهدف التصدي لمثل هذه الأساليب الإجرامية التي لا وجود لها إلا في خيال المحتالين الرقميين.
إرسال التعليق