
سلطنة عمان تؤكد دعمها للوحدة الترابية للمغرب وتحرج الجزائر دبلوماسيا
رصد المغرب /
في تطور لافت يعكس التحولات الجيوسياسية في المنطقة العربية، وجهت سلطنة عمان صفعة دبلوماسية للجزائر برفضها الواضح لكل المناورات الرامية إلى جرها إلى مواقف تتناقض مع سيادتها ومبادئها، فخلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مسقط، ورغم الطابع البروتوكولي الفخم والمبالغة الإعلامية في التغطية من الجانب الجزائري، خرج البيان الختامي للزيارة خاليا تماما من أي إشارة إلى دعم أطروحة “البوليساريو”، وهو ما اعتبره مراقبون موقفا ثابتا من السلطنة في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وقد جاء هذا الموقف بعد سلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية التي تلقتها الجزائر في الآونة الأخيرة، كان أبرزها رفض كل من مصر وموريتانيا المشاركة في مناورات عسكرية جزائرية تضم ميليشيات “البوليساريو”، حيث أن هذا الرفض العربي المتنامي للمشاركة في أي نشاط يشمل الكيان الانفصالي، يعكس بوضوح التوجه العام داخل العالم العربي نحو دعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والابتعاد عن مشاريع التفتيت والانفصال.
ويرى محللون أن الجزائر، التي كانت تراهن على تحشيد الدعم العربي لأطروحة “البوليساريو”، باتت تعاني من عزلة دبلوماسية متزايدة، ليس فقط في محيطها المغاربي، بل وحتى على مستوى العالم العربي، حيث بدأت الدول تعيد حساباتها وتغلب منطق الاستقرار والسيادة الوطنية على نزعات الانفصال.
إن موقف سلطنة عمان لم يكن مفاجئا لمن يتابع سياستها الخارجية المتسمة بالاتزان وعدم التدخل في شؤون الآخرين، كما أن السلطنة لم تخف في أي وقت احترامها لوحدة أراضي الدول، وعلى رأسها المملكة المغربية، ورفضها الانخراط في الطرح الجزائري بشأن الصحراء المغربية، يؤكد مجددا ثباتها على مواقفها ومبادئها، ويفضح محاولات النظام الجزائري توظيف العلاقات الثنائية لخدمة أجندات إقليمية خاسرة.
وفي ظل هذا المشهد، تبدو الجزائر اليوم أكثر عزلة من أي وقت مضى، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدوى استمرارها في دعم كيان غير معترف به عربيا ولا دوليا، على حساب تحسين علاقاتها مع جيرانها واستثمار طاقاتها في تنمية شعبها.
إرسال التعليق