شراكات استراتيجية مغربية في مؤتمر DEVAC بجنوب إفريقيا لتعزيز التعاون والتنمية القارية

رصد المغرب /

يشارك المركز المتوسطي للتنمية والمركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات في أشغال مؤتمر DEVAC infrastructure الدولي، المنعقد بمدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا يومي 14 و15 ماي الجاري، والذي يعد من أبرز المنتديات القارية المخصصة لموضوعات البنية التحتية والتنمية المستدامة في إفريقيا.

وعلى هامش هذه القمة، شهد المؤتمر توقيع مذكرتي تفاهم استراتيجيتين، تعكس رؤية مغربية واضحة لتعزيز التكامل الإقليمي وتعميق التعاون جنوب–جنوب.

وعلى إثر ذلك وقع كل من المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات ومؤسسة DEVAC – development for Africa الجنوب إفريقية، اتفاقية تعاون تهدف إلى تعزيز مجالات البحث العلمي، وريادة الأعمال، وتيسير الاستثمار والتبادل الثقافي بين المغرب والدول الإفريقية، ووقع الاتفاق عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي، وريتشارد موراك، مدير مؤسسة DEVAC، تأكيدا على التزام الطرفين بتطوير آليات الشراكة متعددة الأبعاد.

وتسعى هذه الشراكة إلى دعم الدراسات المشتركة حول المقاولات المتوسطة والكبيرة، وإنشاء منصات تقنية ومعلوماتية موجهة للمستثمرين، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات الاقتصاد الأزرق واستغلال الثروة البحرية، في أفق جعلها رافعة للتنمية القارية والدولية.

كما اتفق الجانبان على إطلاق مبادرات ثقافية وفنية لتعزيز التقارب بين الشعبين المغربي والجنوب إفريقي، تشمل برامج زيارات متبادلة وتشجيع مبادرات الباحثين والفنانين الشباب.

وفي خطوة إضافية لتعزيز الرؤية المغربية الهادفة إلى ترسيخ الحضور الإفريقي في الساحة الدولية، تم توقيع بروتوكول اتفاق بين DEVAC invest Africa والمركز المتوسطي للتنمية (MEDEV)، لتنظيم قمة إفريقيا الأطلسية للتنمية المشتركة المرتقبة في مارس 2026.

وتهدف القمة إلى إنشاء فضاء استراتيجي للحوار والتعاون بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي ودول الصحراء والساحل، بشراكة مع دول البحر الأبيض المتوسط والعالم، حول قضايا محورية مثل الاندماج الاقتصادي، و البنية التحتية الخضراء، والحكامة، والتحول الرقمي.

كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة تنظيمية مشتركة تتكلف بالتحضير الشامل لهذا الحدث، من التخطيط والتنسيق إلى تعبئة الموارد والشراكات، مع الحرص على ضمان طابع شمولي وتشاركي للقمة.

وشكل مؤتمر DEVAC مناسبة لتسليط الضوء على المبادرات الاستراتيجية المغربية في المجال الإفريقي، لا سيما مبادرة مأسسة الدول المطلة على الأطلسي، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى تعزيز التعاون بين دول الأطلسي الإفريقية ودول الساحل، بما يخدم الأمن والتنمية في القارة.

وتبرز هذه الدينامية المغربية ضمن سياق دبلوماسي وتنموي متجدد، قائم على الابتكار، والتكامل القاري، والدبلوماسية الموازية، ما يعكس التزام المملكة بدورها المحوري في بناء مستقبل إفريقي مشترك وأكثر شمولا.