
شهادة توفيق زنطار تكشف علاقات تجارية وشخصية مشبوهة بين “المالي” وعدد من الشخصيات البارزة
رصد المغرب / الدارالبيضاء
أدلى توفيق زنطار، المدير التنفيذي السابق لدى رجل الأعمال المعروف الحاج أحمد بنبراهيم، الملقب بـ”المالي”، بشهادة مثيرة أمام المحكمة، كشف من خلالها عن شبكة علاقات معقدة جمعت “المالي” بعدد من الشخصيات السياسية والرياضية المعروفة، على رأسهم عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، وسعيد الناصيري، البرلماني والرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي.
زنطار صرح بأنه التحق بالعمل مع بنبراهيم سنة 2013، ومن خلال هذه العلاقة تعرف على بعيوي والناصيري، اللذين كانا يزوران بنبراهيم باستمرار في الرباط، مشيرا إلى أن بينهما علاقات صداقة متينة ومعاملات تجارية متعددة.
ومن أبرز تلك المعاملات، كشف زنطار أن “المالي” اشترى 11 شقة في السعيدية من بعيوي، بالإضافة إلى فيلا فخمة بحي كاليفورنيا في الدار البيضاء بمبلغ قدره 3 مليارات و200 مليون سنتيم، رغم تحذيره لبنبراهيم من مغالاة الثمن، حيث أضاف أن الملكية كانت لا تزال باسم سامية موسى زوجة بعيوي، وأنه تولى بنفسه مهمة إصلاح الفيلا وتسديد فواتير الماء والكهرباء.
زنطار أشار أيضا إلى صفقة شاحنات استوردها “المالي” من الصين وتم بيعها لبعيوي، لكنه لم يتمكن لاحقا من استخراج شهادات المطابقة، مما خلق مشكلة قانونية، حيث أُوكلت إليه مهمة تزويد الشاحنات بالوقود ومرافقة السائقين إلى مدينة السعيدية و قضى الليلة بإحدى شقق “المالي” رفقة شخص يدعى نبيل الظيفي، وفي اليوم التالي، توجه إلى إحدى الشركات التابعة لبعيوي وتسلم مبلغ 50 مليون سنتيم نقدا من موظفة هناك.
أما بخصوص صفقة السيارات، فكشف أن 61 سيارة استوردت رفقة الشاحنات، إلا أن تعثر المشروع أدى إلى توزيعها بطرق مختلفة، بحيث 7 سيارات أُرسلت إلى صهر بعيوي في وجدة، و6 إلى شخص يدعى أحمد، و7 لعبد القادر في تطوان، و14 سلمت لمواطن موريتاني في الداخلة، و23 سيارة وضعت في مستودع بتمارة.
وفيما يخص فيلا كاليفورنيا، أكد زنطار أنها كانت مسرحا لتجمعات وسهرات حضرها بعيوي والناصيري، وإن لم يشارك فيها شخصيا، وأضاف: “أنا مكنتش كنحضر السهرات، كان هذا شرط بيني وبين بنبراهيم، وسامي نادر هو اللي كان كيتكلف بجلب الفتيات والخمر، وكنت كندوز الصباح كنشوف البنات خارجين مدوشين”.
زنطار أشار إلى أن علاقته ببنبراهيم انتهت سنة 2016 بعد مغادرة الأخير للمغرب، حيث في 2017، تلقى اتصال فيديو منه من داخل السجن في موريتانيا، يطلب فيه إحضار وثائق شركاته التي أسسها بالمغرب، ولكن المفاجأة كانت في انتقال زنطار من فيلا كاليفورنيا إلى شقة في المحمدية مملوكة لسعيد الناصيري، وهناك علم أن الفيلا أُعيدت إلى بعيوي، في إطار تسوية لاسترجاع قيمتها المالية.
وفي ختام شهادته، ذكر زنطار أنه سافر إلى موريتانيا لزيارة “المالي” وقضى هناك 25 يوما، قبل أن يعود إلى المغرب، وبعد ذلك قررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى يوم الخميس المقبل لمتابعة الاستماع لبقية الشهود.
إرسال التعليق