صرخة من خلف الأسلاك: مختطفو تندوف يريدون العودة إلى الوطن”
رصد المغرب / عبد الكبير بلفساحي
في عمق صحراء الجزائر، وتحت حر الشمس التي لا ترحم، يسمع اليوم صوت جديد، صوت لم يكن مسموحا له أن يرفع منذ نصف قرن. إنه صوت المختطفين في مخيمات تندوف، أولئك الذين حرموا من وطنهم، ومن حرية التعبير، ومن أبسط حقوق الإنسان.
فاليوم، وبعد خمسين عاما من التعتيم، بدأوا يهمسون، بل يصرخون: “بغينا نروحو للمغرب”. ليست هذه صرخة عابرة، بل هي صدى لوجع مزمن، اختطف فيه الحلم قبل الجسد . فهؤلاء لم يكونوا يوما “لاجئين”، كما يحاول البعض تصويرهم. إنهم رهائن، يستخدمون كورقة ضغط في ملف سياسي عمره أكثر من اللازم . فتحت سلطة “جبهة” تدعي التمثيل، وسلاح جيش جزائري يراقب الأنفاس، يعيش الآلاف في واقع أقرب للسجن الكبير منه لأي مخيم إنساني.
و حيث تكمن المفارقة المؤلمة بأن هذه المخيمات، التي يفترض أن تكون ملاذا آمنا، تحولت إلى رمز للخذلان الدولي . فأين صوت الأمم المتحدة؟ و أين تقارير المنظمات الحقوقية؟ و لماذا لم يصل الضوء إلى الزنازين الرملية التي تخبئ فيها “البوليساريو” معارضيها؟ و أين هو التحقيق المستقل في حالات الاختفاء القسري، والتجنيد الإجباري، والتجويع الممنهج؟
إرسال التعليق