صرخة مواطن: أنقذوا فاس… أنقذوا أبناءنا

آخر الأخبار

صرخة مواطن: أنقذوا فاس… أنقذوا أبناءنا

رصد المغرب/عبد العالي بريك ناشط حقوقي 

إلى من يهمهم الأمر:

في ظل ما نعيشه اليوم من واقع اجتماعي مؤلم، لم تعد مقاطع الاعتداءات المسلحة التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي مجرد حالات معزولة، بل أصبحت ظاهرة تنذر بالخطر، تمتد من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه، ولم تستثنِ مدينة أو قرية. وفاس، الحاضرة العلمية العريقة، باتت اليوم تشهد انفلاتًا أمنيًا غير مسبوق، يزرع الخوف في نفوس الساكنة، ويهدد سلامة المواطنين.

انتشار الاعتداءات بالسيوف والسواطير والأسلحة البيضاء في وضح النهار، بهدف السرقة أو بدافع العنف المجرد، بات واقعًا مريرًا. الأسوأ من ذلك أن هذه الاعتداءات لم تعد تستهدف المدنيين فقط، بل طالت عناصر الشرطة والدرك في مشاهد صادمة لا تمتّ لقيم المجتمع المغربي بصلة.

نتساءل بمرارة: ماذا وقع لشبابنا؟ لماذا تحوّل بعضهم إلى أدوات للعنف والإجرام؟ من غيّب عقولهم وزرع بدلها سموم المخدرات والانحراف؟ شباب ضائع، يعيش في بيئة اجتماعية هشة، يفتقر إلى التعليم الجيد، والتأطير السليم، والفرص الكفيلة بتفجير طاقاته في اتجاهات إيجابية.

وإذا كان التعليم قد فشل، حتى الآن، في بناء جيل قادر على الوعي والتغيير، فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة بمؤسساتها التعليمية والتربوية والاجتماعية. لا بد من إعادة النظر في السياسات العمومية الموجهة للشباب، وتحسين جودة التعليم، وتوفير فرص الشغل، ومواكبة التلاميذ داخل المدارس والثانويات، قبل أن يفوت الأوان.

ومن جهة أخرى، فإن الوضع الأمني المتردي يتطلب تدخلاً عاجلاً وحازماً من الجهات المختصة، لتوقيف هذا النزيف المتزايد. نحتاج إلى مقاربة أمنية صارمة، تواكبها حملة واسعة للتحقيق في أسباب هذا الانفلات، ومعاقبة المتورطين في نشر العنف، سواء أكانوا أفرادًا أو جهات مستفيدة من تدمير مستقبل شباب الوطن.

ولا يمكن أن نغفل أن المواطن المغربي أصبح يشعر بالتهميش، في ظل تدهور المعيشة وغلاء الأسعار وهدم المساكن وانسداد الأفق، بينما تنشغل الدولة بالتحضير لكأس العالم 2030 وتلميع الصورة الخارجية للبلد. لكن، ما جدوى صورة جميلة للخارج إن كان الداخل يئنّ؟ فالمواطن أولى بالكرامة، والأمن، والحياة الكريمة.

ومن موقعي كناشط في المجال الحقوقي والإعلامي، أوجّه نداءً مفتوحًا إلى كل من له ضمير حي: أنقذوا شبابنا قبل أن نراهم يتحوّلون إلى مشاريع مجرمين، وأطفالنا قبل أن يسلكوا طريق الضياع. لنصنع مجتمعًا يتسع للجميع، يقوم على التربية والتعليم والتشغيل، بدل أن نترك أبناءنا يغرقون في مستنقعات الدم والعنف.

إننا نطالب بقرارات واقعية وشجاعة، تضع مصلحة الوطن والمواطن أولاً، فكرامة المغرب لا تتحقق إلا بكرامة شعبه.

إرسال التعليق