
ظاهرة “الكريساج” بمدينة سلا. غياب أمني يثير القلق ويهدد سلامة المواطنين
رصد المغرب / سلا
تشهد مدينة سلا في الآونة الأخيرة ارتفاعا خطيرا في معدلات الجريمة، خاصة ما يعرف محليا بـ”الكريساج”، حيث أصبح سكان المدينة، صغارا وكبارا، يعيشون يوميا على وقع الخوف والترقب، في ظل تصاعد عدد المجرمين والعصابات التي تتجول دون رادع في مختلف أحياء المدينة.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، تتعالى أصوات الساكنة، متسائلة عن السبب وراء هذا الانفلات الأمني، وعن الغياب شبه التام لعناصر الشرطة، خصوصا في النقط السوداء والأزقة المعتمة والحدائق غير المراقبة، التي أصبحت مرتعا خصبا للمجرمين ومكانا مفضلا للاعتداءات والسلوكات المنحرفة ، كحديقة مولاي عبد الله والاماكن الضلمة بسوق الصالحين وحديقة 20 غشت بحي السلام ، وغيرها من الأماكن التي أصبحت مصنفة بمرتع وتجمع الخارجين على القانون
من بين أبرز الأمثلة على هذا التدهور الأمني، كما يحكي سكان الجوار هو ما تعرفه حديقة 20 غشت بحي السلام، والتي تحولت إلى ملجأ ، حيث يجتمعون ليلا لتعاطي الخمر وإثارة الفوضى، بل يصل الأمر إلى حد طرق أبواب السكان في ساعات متأخرة من الليل، في مشاهد تعبر عن غياب تام لهيبة الدولة والحضور الأمني، حيث هؤلاء السكان لا ينكرون الغياب التام للأمن ، بل هؤلاء الخارجين على القانو يلعبون لعبة الكر والفر مع الأمن ، لأنهم يؤمنون بأن رجال الأمن وقتهم محدد في مراقبة آنية ويذهبون لمهمات أخرى
وما يزيد من استغراب الساكنة وقلقها، هو أن جل الاعتداءات والممارسات المنحرفة تقع في حي لا يبعد كثيرا عن مقر ولاية الأمن بسلا، مما يطرح تساؤلات حقيقية حول جدوى الاستراتيجية الأمنية بالمدينة، وسبب غياب الدوريات في الأوقات الحرجة والأماكن المعروفة بخطورتها.
إن الوضع الراهن ينذر بعواقب وخيمة، ويضع ساكنة سلا في مواجهة مباشرة مع المجهول، في ظل انعدام الطمأنينة وشعورهم اليومي بأنهم متروكون لمصيرهم ، وهو ما يفرض على الجهات المعنية، من سلطات محلية وأمنية، التدخل العاجل لإعادة الأمن بالمراقبة المستمرة لإعادة انضباط الشارع السلاوي، من خلال تكثيف الدوريات، وتفعيل المراقبة بالفيديو، وتوفير الإنارة العمومية، والمخبرين والتجاوب الفوري مع هاتف الطوارئ لتطويق أوكار الانحراف قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
مدينة سلا تستحق أمنا يليق بتاريخها وساكنتها، وأبناءها ولا يجب أن يعيشوا تحت وطأة الخوف أو أن يتركوا فريسة سهلة لعصابات الإجرام .
إرسال التعليق