
عاد الجدل مجددا بسبب فيديو مسرب يعيد إلى الواجهة قضية الكوكايين بالجزائر
رصد المغرب /
عادت واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الساحة الجزائرية إلى واجهة الأحداث مجددا، بعد انتشار فيديو مسرب يوثق لقاءا جمع بين خالد تبون، نجل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورجل الأعمال المعروف كمال شيخي، الملقب بـ”البوشي”، المتهم الرئيسي في قضية تهريب الكوكايين التي هزت البلاد في عام 2018.
ويظهر الفيديو، الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل معارض جزائري يقيم في فرنسا، لحظات ودية بين الطرفين، ما أثار تساؤلات جديدة بشأن طبيعة العلاقة التي كانت تربط نجل الرئيس بالبوشي، خاصة وأن الأخير لا يزال يواجه تهما تتعلق بالفساد وتهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر موانئ البلاد.
هذه القضية المعروفة إعلاميا بـ”فضيحة الكوكايين” تعود إلى عام 2018 ولم تغلق، حيث ضبطت السلطات الجزائرية أكثر من 700 كيلوغرام من الكوكايين على متن باخرة قادمة من البرازيل، وكانت موجهة لشركة لحوم مملوكة للمتهم كمال شيخي، وقد أطاحت القضية بعدد من كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والإدارية، وشكلت نقطة تحول في الخطاب الرسمي حول الفساد.
ورغم التطمينات الحكومية بأن القضية أخذت مجراها القضائي، إلا أن ظهور نجل الرئيس في الفيديو أثار مخاوف لدى الرأي العام من احتمال وجود تواطؤ أو محاولات للتغطية على بعض خيوط القضية.
وسرعان ما اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات شعبية و موجة من الانتقادات والمطالبات بتوضيحات رسمية، حيث رأى كثيرون أن الفيديو يعزز فرضية وجود “علاقات مشبوهة” بين أطراف نافذة وشخصيات متورطة في قضايا فساد ومخدرات.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق رسمي من الرئاسة الجزائرية حتى الآن، دعا نواب ومراقبون إلى فتح تحقيق شفاف في ملابسات الفيديو وتداعياته المحتملة، مشيرين إلى أن “مصداقية مؤسسات الدولة على المحك”.
تعيد هذه التطورات الملف الشائك إلى الواجهة، وتطرح من جديد أسئلة قديمة حول مدى استقلالية القضاء وفعالية مؤسسات مكافحة الفساد في الجزائر، وبينما يترقب الشارع رد السلطات، تتصاعد المخاوف من أن تتحول القضية إلى اختبار جديد لنظام الحكم في البلاد، في ظل تحديات سياسية واقتصادية متزايدة.
إرسال التعليق