
عرض عسكري غير مسبوق في واشنطن وسط تصاعد التوترات السياسية
رصد المغرب / واشنطن
في مشهد غير مألوف للعاصمة الأميركية، نظمت إدارة الرئيس دونالد ترامب عرضا عسكريا ضخما في ناشيونال مول يعد الأكبر منذ عقود، في أجواء احتفالية بدت أقرب إلى احتفالات الرابع من يوليوز منها إلى استعراضٍ للقوة العسكرية.
وشهدت المنطقة حضور آلاف الأشخاص، معظمهم من العائلات، تجولوا بين صفوف من المركبات المدرعة ومدافع الجيش وطائرات الهليكوبتر، والتقطوا الصور التذكارية وسط أجواء من الحماس والفخر الوطني، حيث البعض ارتدى قبعات وقمصانا تشير إلى خدمتهم العسكرية السابقة، في دلالة على الطابع الرمزي والوجداني للعرض.
ويبدو أن هذا الحدث، الذي وصف بأنه إحياءا لعرض عسكري فقد زخمه منذ عقود، قد اكتسب دفعة جديدة مع فوز ترامب في انتخابات عام 2024 وعودته إلى البيت الأبيض، حيث تواصل إدارته التركيز على استعراض عناصر “القوة الأميركية” داخليا وخارجيا.
وفي المقابل، بدت مظاهر المعارضة أو الاحتجاج غائبة تماما عن المشهد في واشنطن، على النقيض من ما شهدته مدينة لوس أنجلوس، حيث اندلعت مواجهات بين الشرطة والمحتجين على خلفية مداهمات نفذتها سلطات الهجرة الفيدرالية، وقد استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين.
وتتزامن هذه الأحداث مع تصاعد التوتر السياسي في البلاد بعد حادثة إطلاق النار التي استهدفت نائبين في مجلس نواب ولاية مينيسوتا، وأسفرت عن مقتل أحدهما وزوجة الآخر، في ما وصفه حاكم الولاية “تيم والز” بأنه “اغتيال بدوافع سياسية”.
وقد أثار الهجوم صدمة واسعة في الأوساط السياسية، حيث أصدر وفد مينيسوتا في الكونغرس – الذي يضم النائب الجمهوري “توم إيمر” وعضوي مجلس الشيوخ الديمقراطيين “تينا سميث” و”آيمي كلوبوشار” – بيانا مشتركا أعربوا فيه عن إدانتهم للهجوم، مشددين على ضرورة تهدئة الخطاب السياسي المتوتر.
وقال البيان الذي نشر على موقع بوليتيكو”اليوم نتحدث بصوت واحد للتعبير عن غضبنا وحزننا وإدانتنا لهذا الهجوم الرهيب على الموظفين العموميين، لا مكان في ديمقراطيتنا للعنف بدوافع سياسية”.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يتصاعد القلق من أن تنعكس الاستقطابات السياسية الحادة على الأمن الداخلي للبلاد، مما يعيد إلى الواجهة تساؤلات حول مستقبل التعايش السياسي والاستقرار الاجتماعي في الولايات المتحدة.
إرسال التعليق