فاجعة عين مسكي تعري واقع السلامة في المواقع الطبيعية السياحية

آخر الأخبار

فاجعة عين مسكي تعري واقع السلامة في المواقع الطبيعية السياحية

رصد المغرب / الراشيدية

شهد منتجع عين مسكي، الواقع بجماعة مدغرة بإقليم الرشيدية، حادثا مأساويا أودى بحياة رجل خمسيني، إثر سقوطه من أعلى جرف صخري مجاور لمصب العين الرئيسية، وقد كان الضحية في زيارة استكشافية للمنطقة حين وقعت الفاجعة، التي أعادت إلى الواجهة ملف السلامة والوقاية في المواقع الطبيعية ذات الجذب السياحي.

ورغم التراجع الكبير في منسوب المياه ونضوب العيون التي كانت تغذي المسبح والمرافق، ما تزال عين مسكي وجهة مفضلة للزوار من داخل المغرب وخارجه، خاصة السياح الأجانب الذين يجدون فيها محطة مثالية للتخييم بفضل فضاء الإيواء المخصص لقوافل المقطورات.

الحادث الذي تناقلته عدد من المنابر الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي المحلية، فجر موجة من الغضب والانتقادات الموجهة إلى المجالس المنتخبة المتعاقبة على تسيير جماعة مدغرة، حيث تتعالى المطالب بضرورة التحرك العاجل لوضع حد لمثل هذه الحوادث، مع الإشارة إلى غياب سياج واق أو علامات تحذيرية في محيط الجرف الصخري المطل على المنتجع ووادي زيز.

ويعتبر تموقع العين أسفل جرف عميق عاملا محفزا للزوار، خصوصا الأطفال وكبار السن، على الاقتراب من الحافة بحثا عن صورة بانورامية أو لحظة استمتاع بالمنظر، دون إدراك للمخاطر المحدقة بهم ، وتزداد خطورة الوضع في ظل غياب شبه كلي للحراسة أو أي تدابير للإنقاذ.

وأمام هذا الوضع، أصبح المجلس الجماعي لمدغرة مطالبا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، باتخاذ إجراءات عملية عاجلة، تشمل وضع حواجز أمان، وتعزيز المراقبة، وإعادة تأهيل المنتجع الذي لا يزال يشكل نقطة جذب سياحية، رغم تداعيات الجفاف الذي تعاني منه المنطقة منذ أكثر من ست سنوات.

إن حادث عين مسكي لا يمكن اعتباره فاجعة عرضية فحسب، بل يمثل رسالة تحذير واضحة للسلطات المحلية بضرورة إعادة تقييم شروط السلامة في المواقع السياحية الطبيعية، وتغليب منطق الوقاية والتدبير الاستباقي على سياسة ردود الأفعال.

إرسال التعليق