آخر الأخبار

فاطمة الإفريقي تعلن انسحابها من ساحة الرأي تحت وطأة التهديد والرقابة

فاطمة الإفريقي تعلن انسحابها من ساحة الرأي تحت وطأة التهديد والرقابة

رصدالمغرب / لبنى موبسيط


في خطوة أثارت موجة من التعاطف والاستغراب في الوسط الإعلامي المغربي، أعلنت الكاتبة والإعلامية فاطمة الإفريقي توقفها عن كتابة مقالات الرأي، مبررة قرارها بما وصفته بـ”التهديدات والضغوط الخانقة” التي طالتها خلال الفترة الأخيرة.

فاطمة الإفريقي، المعروفة بجرأتها في تناول قضايا المجتمع والسياسة، كشفت في مقال مؤثر بعنوان “المقال الأخير” نشر في جريدة أخبار اليوم، عن معاناتها النفسية إزاء ما وصفته بـ”الملاحقة والرقابة المبطنة”، حيث جاء في نصها: “فهمتكم أيها الحراس المرابطون في ذاكرتي… أرفع الراية البيضاء وأعلن هزيمتي، سأنسحب من حلبة المعركة”.

وفي نبرة مشبعة بالألم، أشارت الإفريقي إلى أن قرارها لم يكن خيارا حرا بقدر ما كان استسلاما لواقع يهدد أمنها وسلامة عائلتها، مضيفة:”حين يخير المرء بين الكلمة وابتسامة أطفاله، يصبح الصمت فضيلة”.

وأكدت الكاتبة أنها تعرضت لمضايقات متكررة بسبب آرائها الجريئة، ما جعلها تعيش، بحسب وصفها، في “حالة من الخوف والترقب الدائم”، لتصل إلى قناعة بأن “الكتابة في زمن الخوف لا يمكن أن تكون فعلا حرا”.

وتابعت الإفريقي في مقالها الأخير بنبرة استسلام حزينة: “سأعتزل الكتابة وأتفرغ لمتابعة المسلسلات الرديئة… فقط أوقفوا حربكم السرية، واتركوا الحلم يعيش.”

رحيل صوت فاطمة الإفريقي من منابر الرأي يشكل خسارة رمزية للإعلام المغربي، الذي عرفها كصوت حر وشجاع لا يساوم في قول الحقيقة. إلا أن قرارها المؤلم يسلط الضوء على واقع أكثر عمقا، حيث لا تزال حرية التعبير في العالم العربي، رغم كل الشعارات، تصطدم بجدران الخوف والتضييق، ليبقى السؤال مفتوحا، وهو هل يمكن للكلمة أن تبقى حرة في وطن يجبر أصحابها على الصمت؟

إرسال التعليق