
قصف إيراني يستهدف تل أبيب ويخلف 3 قتلى وأكثر من 160 جريحا في تصعيد غير مسبوق
رصد المغرب /
في تطور ميداني بالغ الخطورة، شهدت مدينة تل أبيب فجر السبت 14 يونيو 2025 قصفا صاروخيا مباشرا من إيران، أسفر عن مقتل 3 مدنيين وإصابة أكثر من 160 شخصا، في أكبر تصعيد عسكري بين البلدين منذ عقود، حيث الهجوم الذي جاء ردا على غارات إسرائيلية سابقة استهدفت منشآت إيرانية، أعاد المنطقة إلى أجواء المواجهة الشاملة.
هذا الهجوم تم بواسطة صواريخ “خيبر شك ” و”قدر” ومسيرات في قلب مدينة تل أبيب ، حيث بعد منتصف الليل، دوت صافرات الإنذار في كافة أنحاء تل أبيب وضواحيها، تلاها انفجارات متتالية ناتجة عن اعتراضات صاروخية وأخرى عن سقوط مباشر لمقذوفات في أحياء مأهولة.
وأفادت مصادر أمنية بأن إيران أطلقت أكثر من 60 صاروخا بعيد المدى وعددا من الطائرات المسيرة الهجومية استهدفت مراكز حيوية في وسط إسرائيل، من بينها تل أبيب، ريشون لتسيون، ورمات غان، حيث حصيلة الضحايا تتراوح بين قتلى تحت الأنقاض وعشرات الإصابات.
وأعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داوود الحمراء) أنها تعاملت مع ما لا يقل عن 170 إصابة، بينها 22 حالة متوسطة إلى خطيرة، حيث جرى إجلاء السكان من عدة مبان انهارت جزئيا بسبب شظايا الصواريخ أو انفجارات قربها، وذلك ما أكدته مصادر طبية بأن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم نتيجة انهيار سقف أحد المنازل في رمات غان، بينما تم تسجيل عشرات الإصابات بجروح ناتجة عن تطاير الزجاج، إضافة إلى حالات اختناق وذعر.
وما أثار الرعب داخل المجتمع الإسرائيلي، هو فشل فاعلية الدفاعات الجوية، فرغم التصدي لمعظم الصواريخ بواسطة منظومة “القبة الحديدية”، إلا أن بعض المقذوفات نجحت في اختراق الدفاعات الجوية وسقطت في مناطق سكنية، ما أثار تساؤلات حول فعالية الدرع الدفاعي الإسرائيلي في مواجهة ضربات منسقة بهذا الحجم.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “واجهنا هجوما معقدا ومزدوجا بالصواريخ والمسيرات، حيث تم اعتراض معظم الأهداف، لكن حجم الهجوم أدى إلى تسلل عدد منها”، وهناك شهادات أخرى من الميدان ومن داخل الملاجئ من كل مكان لمواطنين صرحوا بأن الصوت كان مرعبا، كأن السماء تنهار فوق رؤوسهم حسب قولهم، وانهم لم يشهدوا شيئا بهذا الشكل من قبل كهذه الانفجارات مدوية التي خلفت أضرارا مادية.
وأشارت تقارير أولية إلى تضرر ما لا يقل عن 14 مبنى بشكل جزئي أو كلي، إضافة إلى اندلاع حرائق في خمس مناطق سكنية، وتعطل شبكات الكهرباء والمياه في عدة أحياء، كما أُغلقت المدارس والدوائر الحكومية مؤقتا صباح السبت احترازيا.
وأمةم الموقف الرسمي وردود الفعل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم بأنه “إعلان حرب صريح”، مضيفا في بيان مقتضب:”ستدفع إيران ثمنا باهظا لهذا العدوان، والرد سيكون حاسما وفي العمق”.
في المقابل، أصدرت وزارة الدفاع الإيرانية بيانا أكدت فيه أن العملية جاءت “ردا مشروعا على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة”، مشددة على أن “أي تصعيد إضافي سيقابل برد أقوى”.
ووسط موقف دولي حذر، توالت ردود الفعل الدولية التي عبرت عن قلق بالغ من انزلاق المنطقة نحو مواجهة واسعة، ودعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس، بينما أصدرت واشنطن ولندن وباريس بيانات مشتركة تطالب بـ”وقف فوري للتصعيد وتغليب الحلول السياسية”.
هذا الهجوم الإيراني المباشر على تل أبيب يمثل نقطة تحول خطيرة في النزاع بين البلدين، ويطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الأمن الإقليمي، ومع استمرار التوترات، يبقى السؤال المطروح هو هل تتجه المنطقة إلى حرب شاملة، أم هناك فرصة أخيرة للدبلوماسية؟
إرسال التعليق