لقد انتهى عهد الأوراق النقدية

رصد المغرب / سالم الطنجاوي

في خطوة مثيرة للجدل تعكس التغيرات السريعة في أساليب الدفع العالمية ، حيث سينتهي رسميا التعامل بالأوراق النقدية ، هذا القرار الجريء يجعل الدول الأوروبية تتخلى بالكامل عن العملة الورقية لصالح المعاملات الرقمية والإلكترونية.

وبحسب ما أعلن بالنسبة للسلطات المالية، فإن الأوراق النقدية ستفقد قيمتها كوسيلة للدفع، ولن تكون صالحة للاستخدام اليومي بعد تعميم القرار، وسيكون هناك توفير فترة انتقالية محدودة لاستبدال كل الاوراق النقدية أو إيداعها في البنوك ، وقد برر المبادرون بهذه الخطوة بكونها جزءا من استراتيجية لتعزيز الشفافية المالية، ومكافحة غسل الأموال، وتقليل التكاليف المرتبطة بطباعة ونقل العملة الورقية.

وتحت شعار “التكنولوجيا بديلا نقديا” فإن بعض الدول الأوربية  قطعت شوطا طويلا في تطوير بنية تحتية مالية إلكترونية متقدمة، حيث بات بإمكان المواطنين والمقيمين إجراء جميع معاملاتهم اليومية عبر تطبيقات الهواتف الذكية، وعبر المحافظ الإلكترونية، وخدمات الدفع الفوري، كما تم التأكيد على أن كل الدول ستضمن شمولية رقمية، بحيث لا يتعرض كبار السن أو الفئات الضعيفة لأي ضرر نتيجة الانتقال الكامل للنظام الرقمي.

وعلى الرغم من مزايا القرار الاقتصادية والأمنية، إلا أن هناك أصواتا معارضة أعربت عن مخاوف واعتراضات وقلقها بشأن الخصوصية والاعتماد الكلي على الأنظمة الإلكترونية، إضافة إلى المخاوف المرتبطة بإمكانية تعطّل الأنظمة التقنية أو تعرضها لهجمات إلكترونية.

وهناك استثناءات محدودة ، حيث الغريب أن هذه الدول تركت هامشا ضيقا لاستخدام الأوراق النقدية في بعض الحالات الاستثنائية، مثل السياحة الداخلية لبعض المواقع التاريخية التي تفضل الحفاظ على الطابع التقليدي للزوار، ولكن حتى هذه الاستثناءات ستكون محدودة زمنيا.

وستكون نهاية حقبة مع دخول هذا القرار حيز التنفيذ، وسينتهي فعليا عصر الورقة النقدية الذي امتد قرونا من الزمن، لتبدأ بعض دول أوربا تجربة غير مسبوقة قد تلهم دولا أخرى للسير في نفس الاتجاه خلال السنوات المقبلة.

ويبقى السؤال الآن هو هل سيكون العالم مستعدا لوداع الأوراق النقدية إلى الأبد؟