مأساة في حي الملاح بفاس على إثر تهور سائق تجاهل ممر الراجلين تسبب في إزهاق روح رجل مسن
رصدالمغرب / عبدالعالي بريك
فجر صباح اليوم الاثنين، اهتز حي الملاح على وقع حادثة سير مأساوية أودت بحياة رجل مسن، كان متوجها إلى عمله بالقصر الملكي بالمشور.
الحادثة وقعت حين أقدم الضحية على عبور ممر الراجلين المحاذي للسوق الشهير برج فاس، وهو الممر الذي يفرض على المركبات التوقف أو تخفيف سرعتها حماية للمشاة. غير أن سائق مركبة النقل الصغير (طاكسي) باغت الرجل بمركبته، فأرداه قتيلا في الحين، قبل أن يلوذ بالفرار، متجاهلا أبسط قواعد السلامة المرورية.
وفور وقوع الحادث، تدخلت عناصر الشرطة لتحديد المسؤوليات، وحضرت الوقاية المدنية لنقل الجثة إلى مستودع الأموات بمستشفى الغسانين لتشخيص سبب الوفاة بدقة، قبل أن تسلم العائلة الفقيد لدفنه بمقبرة وسلان بعد الصلاة عليه “صلاة الجنازة” بمسجد باب الغول بظهر المهراز، عقب صلاة العصر.
ويبلغ الفقيد حوالي 60 سنة، وكان أعزبا وبسيط الحال، تاركا وراءه حزنا عميقا في محيطه الاجتماعي. وقد سارع سكان الحي إلى التكفل بكل مصاريف الجنازة وتنظيم مراسم العزاء، في مشهد مؤثر يعكس المحبة والاحترام الذي كان يحظى به الراحل.
هذه الحادثة ليست مجرد مأساة فردية، بل رسالة صارخة لكل من يستهين بقواعد السير، ويخاطر بحياة الآخرين. فكل ممر مشاة، وكل إشارة مرور، وكل قاعدة وضعت لضمان سلامة الأرواح، ليست مجرد توصية بل التزام قانوني وأخلاقي.
إن الفقد اليوم مؤلم، ليس فقط لعائلة الضحية، بل لكل من يعيش في هذا الحي الذي شهد على مأساة رجل بسيط ذهب ضحية التهور والإهمال. رحم الله الفقيد، وإنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ ولله ما أعطى.
ولن يكون هناك أي تسامح مع الإهمال أو التهور في القيادة، فحياة الإنسان أغلى من أي طريق أو سرعة. لتكن هذه الحادثة تذكيرا صارخا بأن الطريق للجميع، وأن احترام القانون ليس خيارا بل واجب على كل مواطن.
إرسال التعليق