محمد العربي زيتوت.. لاجئ سياسي أم بوق دعائي لجناح سلطوي؟

آخر الأخبار

محمد العربي زيتوت.. لاجئ سياسي أم بوق دعائي لجناح سلطوي؟

رصد المغرب / 

يواصل محمد العربي زيتوت، اللاجئ السياسي في بريطانيا والمعارض المزعوم للنظام الجزائري، حملته المستمرة ضد المملكة المغربية، في إطار خط تحريضي واضح يتبنى فيه سرديات وأجندات جناح متغلغل في السلطة الجزائرية محسوب على التيار الإسلامي، ورغم تقديمه كمعارض، إلا أن مواقفه وتحركاته تكشف عن انحياز فاضح وحقد دفين اتجاه المغرب، يتقاسمه مع المؤسسة العسكرية الحاكمة في بلاده.

إن زيتوت الذي يدير قناة على موقع “يوتيوب” ويتحدث من خلالها إلى جمهور محدود من الجزائريين، يقدم نفسه كصوت معارض، لكنه في الواقع خصم لجناح بعينه داخل السلطة الجزائرية، على خلفية تصفية حسابات تعود إلى العشرية السوداء، آنذاك كان زيتوت دبلوماسيا في سفارة الجزائر بطرابلس قبل أن يكتشف نشاطه ويغادر إلى فرنسا التي رفضت منحه اللجوء، ليستقر به المقام في لندن كلاجئ سياسي.

ومن هناك، نشط في الظهور الإعلامي من خلال قنوات معروفة بتوجهاتها الأيديولوجية، مثل قناة “الحوار” التي يملكها عزام التميمي، أحد رموز تيار الإخوان، وقناة “مكملين” التي تنتمي لمعارضة مصرية ذات تعاطف واضح مع نفس التيار ، حيث من خلال استغلا هذا التقارب الإيديولوجي، وجد زيتوت منصات مفتوحة لبث أفكاره، لا سيما المتعلقة بالشأن المغاربي، حيث يمرر رسائل مسمومة ضد المغرب والخليج والقوى الإقليمية.

ومن أبرز مزاعمه، التي يروج لها بشكل متكرر، أن التوتر بين المغرب والجزائر سببه التغلغل الإماراتي في المنطقة، متجاهلا التاريخ الطويل والمعقد لهذا الصراع الذي يمتد منذ استقلال الجزائر سنة 1962، والمبني على عداء النظام الجزائري لسيادة المغرب ووحدته الترابية، وبتحليلاته هذه، يردد زيتوت رواية النظام الذي يدعي معارضته، ويساهم بشكل مباشر في ترويج أجندته الإقليمية التوسعية.

وهو أيضا لا يتوانى عن دعم سردية أن الإمارات تعمل على محاصرة الجزائر من خلال التعاون مع فاغنر والجيشين المالي والنيجري، وفي الوقت ذاته، يحمل المغرب مسؤولية استمرار التوتر، وكأن المملكة طرف معتد أو تابع لأجندات خارجية ، في الواقع مثل هذا الطرح يعد استمرارية لخطاب السلطة العميقة في الجزائر، التي تسعى لتبرير فشلها الداخلي عبر اختلاق أعداء خارجيين.

في ظل هذا الواقع، يتحول زيتوت من لاجئ سياسي إلى صوت دعائي يخدم مصالح معينة داخل النظام الجزائري، محاولا تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي، مستفيدا من سذاجة بعض الإعلاميين وجهلهم بحقائق المنطقة المغاربية.

إرسال التعليق