
“مسار الملاحف والدراريع” مؤتمر حزبي أم حملة انتخابية بتمويل مشبوه؟
رصد المغرب / الداخلة
شهدت مدينة الداخلة مؤخرا حدثا حزبيا مثيرا للجدل، بعدما كشفت مصادر مطلعة عن استغلال مستخدمي الوحدات الصناعية بالمدينة للتأثيث لحضور مؤتمر حزبي لحزب التجمع الوطني للأحرار، حيث فرض عليهم ارتداء الزي التقليدي الصحراوي—الدراعة والملحفة—كشرط للدخول والمشاركة، في خطوة وصفت بأنها تسخير سياسي للرموز الثقافية المحلية في سياق حزبي ضيق.
وحسب ذات المصادر، فإن رئيسة جهة كلميم واد نون، مباركة بوعيدة، أنفقت ما يفوق 90 مليون سنتيم لاقتناء تلك الأزياء التقليدية، استعدادا لزيارة عزيز أخنوش رئيس الحزب، الذي أطلق من الداخلة ما سمي بـ”مسار الملاحف والدراريع”، في حملة توصف بأنها حملة تسويقية سياسية بامتياز.
هذه التحركات أثارت موجة من الانتقادات في صفوف عدد من الفاعلين السياسيين والحقوقيين، الذين اعتبروا أن ما جرى لا يعبر عن انشغال حقيقي بقضايا ساكنة الأقاليم الجنوبية، بقدر ما يعكس محاولة لتجميل واجهة الحزب وفرض رمزية انتخابية مفروضة على حساب أولويات المواطنين، التي تتعلق بالشغل والصحة والتعليم، لا بالأزياء.
ويتساءل المتابعون عن مصدر تمويل هذه الحملة المكلفة، وعن مدى احترامها لقواعد الشفافية والنزاهة، خاصة في ظل شكاوى متكررة من توظيف المال في العمل الحزبي، مما يطرح علامات استفهام حول توازن الفرص بين مختلف الفاعلين السياسيين، وحول استقلالية الإدارة في مراقبة هذه التجاوزات.
فهل يتحول الزي الصحراوي إلى شعار انتخابي يستغل ظرفيا؟ وهل المواطن في الجنوب فعلا بحاجة إلى “الدراعة والملحفة” أكثر من حاجته إلى حلول حقيقية لمشاكله اليومية؟
إرسال التعليق