
مشهد صادم في عين حرودة ،المستشفيات تتحول إلى قاعات أفراح
رصدالمغرب / أحمد كريمي
في واقعة أثارت الكثير من الجدل والاستنكار، تحول مستشفى عمومي بمدينة عين حرودة مخصص للولادة إلى قاعة للأعراس، حيث تم تنظيم حفل حضره مدعوون على أنغام “الشيخات”، في سابقة اعتبرها كثيرون ضربا صارخا لحرمة المؤسسات الصحية والاستهتار بالمسؤولية.
هذا المشهد الذي وثقته عدسات الهواتف لم يكن مجرد واقعة عابرة، بل امتداد لمسلسل غريب يعرفه المغرب في السنوات الأخيرة، حيث سبق أن تحولت عدد من المؤسسات التعليمية والجامعية إلى فضاءات للحفلات والمناسبات غير المرتبطة بوظيفتها الأساسية، واليوم جاء الدور على المستشفيات، التي يفترض أن تكون ملاذا للمرضى والنساء الحوامل، لتجد نفسها وقد مسخت وظيفتها إلى مسرح للغناء والرقص.
الحدث يطرح أكثر من سؤال حول من سمح بهذا الاستعمال غير القانوني لمرفق عمومي؟ وكيف تم التغاضي عن تحويل جناح طبي إلى قاعة عرس، في وقت تعاني فيه المستشفيات من خصاص كبير في التجهيزات والموارد البشرية؟
مواطنون من عين حرودة عبروا عن استنكارهم العميق لما حدث، مؤكدين أن مثل هذه الممارسات تمثل استخفافا بالمرضى وبكرامة الساكنة، وتكشف عن خلل في تدبير المرافق العمومية، حيث طالب نشطاء بفتح تحقيق عاجل، ومحاسبة المسؤولين عن السماح بهذا “العبث”، محذرين من خطورة التطبيع مع تحويل المؤسسات ذات الطابع الحيوي إلى فضاءات للترفيه والاستهلاك.
إن ما جرى في مستشفى عين حرودة ليس مجرد حادثة معزولة، بل مؤشر مقلق على تراجع قيمة المرفق العمومي، وغياب صرامة الرقابة والمحاسبة، فالمستشفى الذي يفترض أن يكون مكانا للحياة والأمل، لا يجب أن يتحول إلى مسرح للغناء والرقص على حساب معاناة المرضى وحقوق المواطنين.
ويبقى السؤال مطروحا دائما، وهو هل ستتدخل السلطات لوضع حد لهذا النوع من الانزلاقات؟ أم أن المستشفيات ستلتحق نهائيا بركب المؤسسات التي فقدت هويتها لصالح الاستغلال العشوائي؟
إرسال التعليق