
معادلة جديدة في الشرق الأوسط بشروط سورية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل
رصد المغرب / عبد الكبير بلفساحي
في تطور لافت على الساحة الإقليمية، كشفت تقارير إعلامية، أبرزها تقرير صادر عن قناة LBCI اللبنانية، عن جملة من الشروط التي وضعتها الحكومة السورية كأساس للدخول في مسار تطبيع محتمل للعلاقات مع إسرائيل، حيث هذه الشروط التي تعكس تحولا في خطاب دمشق الرسمي، تأتي في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة، وقد تشكل منطلقا لتحولات جديدة في خريطة التحالفات والنزاعات في الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير، فإن سوريا وضعت عدة مطالب رئيسية مقابل بحث إمكانية الاعتراف الدائم بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، وهو مطلب إسرائيلي مزمن ظل موضع رفض عربي ودولي طويل الأمد.
وتضمنت المطالب السورية خمسة شروط أساسية، وهي:
1. اعتراف رسمي من إسرائيل بنظام أحمد الشرع، الذي يبدو أنه يمثل القيادة السياسية البديلة أو الجديدة المقترحة من قبل دمشق أو بعض القوى الداعمة لها.
2. انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي التي احتلتها في دجنبر الماضي، في إشارة إلى عمليات توغل أو سيطرة جديدة خلال الأشهر الأخيرة.
3. وقف الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي تستهدف غالبا مواقع عسكرية مرتبطة بإيران أو “حزب الله”، وتشكل مصدر توتر دائم بين الجانبين.
4. ترتيبات أمنية خاصة في الجنوب السوري، بما يضمن الحد من التصعيد ويمنح النظام السوري هامشا أوسع من السيطرة هناك.
5. ضمانات أمريكية واضحة ودعم سياسي للنظام السوري، وهي إشارة إلى أن دمشق تسعى إلى ربط أي اتفاق محتمل بإطار دولي، وخصوصا بموقف واشنطن، الداعم الرئيسي لتل أبيب.
وفي المقابل، تشير المصادر إلى أن سوريا، ضمن هذا الإطار، قد تذهب إلى الاعتراف الدائم بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وهو تطور غير مسبوق إن تحقق، نظرا لما تمثله الهضبة من رمزية سياسية واستراتيجية في الصراع العربي الإسرائيلي.
ورغم جدية ما ورد في التقرير، يبقى من غير الواضح مدى واقعية هذا الطرح في المرحلة الراهنة، خاصة في ظل تعقيدات الملف السوري، والتوازنات الإقليمية الدقيقة، والدور الكبير الذي تلعبه روسيا وإيران في الداخل السوري، حيث أن مدى تجاوب إسرائيل مع هذه الشروط، خصوصا ما يتعلق بالاعتراف بنظام سياسي معين في دمشق أو الانسحاب من مناطق جديدة، لا يزال موضع شك كبير.
وتكشف أيضا هذه التسريبات إن صحت، عن بداية مرحلة جديدة من المفاوضات غير المعلنة في الشرق الأوسط، وعن رغبة لدى بعض الأطراف في كسر الجمود السياسي والبحث عن حلول “براغماتية” تتجاوز الشعارات التقليدية، حيث أن الطريق نحو اتفاق فعلي يبقى طويلا ومعقدا، ويعتمد بالدرجة الأولى على توازنات القوى، وحسابات المصالح الإقليمية والدولية.
إرسال التعليق