مقاطعة إعلاميي بنسليمان لفعاليات المجلس الإقليمي احتجاجا ضد تقييد حرية الصحافة

آخر الأخبار

مقاطعة إعلاميي بنسليمان لفعاليات المجلس الإقليمي احتجاجا ضد تقييد حرية الصحافة

رصد المغرب / بنسليمان

في خطوة غير مسبوقة تعكس حجم التوتر القائم بين الجسم الصحفي والسلطات الإقليمية، أعلن ممثلو وسائل الإعلام بإقليم بنسليمان مقاطعتهم الشاملة لكافة الأنشطة المرتبطة بالسلطات الإقليمية، حيث يأتي هذا القرار احتجاجا على منعهم من تغطية أشغال دورة يونيو للمجلس الإقليمي، ما أثار جدلا واسعا وانتقادات حادة حول واقع حرية الصحافة وحق الوصول إلى المعلومة في الإقليم.

هذا القرار الذي اعتبره عدد من المهنيين تحركا رمزيا قويا، يسلط الضوء على إشكالية متكررة تعاني منها الصحافة المحلية، والمتمثلة في تغييب الإعلام عن الفضاءات العمومية، ومنع الصحافيين من أداء مهامهم في التغطية والتوثيق والنقل.

فوسائل الإعلام باعتبارها أحد ركائز الدولة الديمقراطية، تؤدي أدوارا جوهرية في نقل الحقيقة، وتوعية الرأي العام ومساءلة السلطة، وعندما تمنع من حضور جلسات عمومية، كمداولات المجلس الإقليمي، فإن ذلك لا يعد فقط إخلالا بحق الصحفيين في ممارسة مهنتهم، بل انتهاكا صريحا لحق المواطنين في الحصول على المعلومة، وهو حق مكفول بموجب الدستور والقوانين التنظيمية ذات الصلة.

وأكد عدد من الصحافيين المحليين أن قرار المقاطعة لا يأتي كرد فعل انفعالي، بل هو رسالة واضحة تعكس القلق المتزايد من التراجع المستمر في منسوب الحريات العامة، وعلى رأسها حرية الصحافة، حيث اعتبروا أن غياب الشفافية ومنع الإعلام من الحضور يشكل خطرا على مصداقية المؤسسات، ويؤدي إلى اتساع فجوة الثقة بين المواطنين والسلطات.

وفي هذا السياق، اعتبر فاعلون في الحقل الإعلامي أن ما جرى في بنسليمان ليس معزولا عن السياق الوطني، حيث تتنامى المؤشرات المقلقة حول تراجع مناخ حرية التعبير وتضييق الخناق على الصحافيين، سواء عبر التضييق الميداني أو من خلال الضغوط الاقتصادية والقانونية.

ويطالب الإعلاميون من خلال هذه المقاطعة، بفتح نقاش جاد ومسؤول حول ضرورة احترام استقلالية الصحافة، وضمان حقها في الوصول إلى المعلومة، وتحسين البيئة المهنية بما يسمح لها بأداء دورها الحيوي في تنوير الرأي العام وتعزيز المساءلة والشفافية.

إن مقاطعة إعلاميي بنسليمان لدورة المجلس الإقليمي ليست سوى ناقوس خطر يستوجب الإصغاء، فالإعلام الحر لا يمكن أن يزدهر في بيئة تمارس فيها الضغوط والإقصاء، وبدون ضمانات حقيقية لحرية الصحافة، لا يمكن الحديث عن ديمقراطية متكاملة الأركان.

إرسال التعليق