
منتدى التعاون الصيني-الإفريقي يكرس الدعم لمغربية الصحراء ويقصي الكيان الوهمي “البوليساريو” من آليات التعاون القاري
رصد المغرب /
في موقف دبلوماسي حاسم يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، جدد منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، المنعقد يوم 11 يونيو الجاري بمدينة تشانغشا، عاصمة مقاطعة هونان، التأكيد بشكل قاطع وواضح على أن ما يسمى بـ”جبهة البوليساريو” كيان وهمي لا يتمتع بأي شرعية قانونية أو سياسية، ولا مكان له داخل آليات التعاون بين الصين والقارة الإفريقية.
وجاء هذا الموقف الصريح خلال أشغال المنتدى، والذي تزامن مع الافتتاح الرسمي للدورة الرابعة للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الإفريقي، ليعزز من جديد موقف بكين الثابت والداعم لوحدة وسيادة المملكة المغربية، تأكيدا على أن التعاون القاري والدولي، وفق المبادئ المعتمدة من قبل الجانب الصيني، لا يشمل سوى الدول ذات السيادة الكاملة والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
ويرى متابعون للشأن الإفريقي-الصيني أن استبعاد “البوليساريو” من هذا الفضاء الاقتصادي والدبلوماسي الوازن ليس مجرد موقف رمزي، بل تأكيد واقعي على فشل محاولات تسييس التعاون القاري من طرف كيانات غير شرعية، ومحطة إضافية تكرس الاعتراف المتنامي بمغربية الصحراء على الساحة الدولية.
وتنسجم هذه الرسالة السياسية القوية مع توجهات الصين، الداعمة لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها ووحدتها الترابية، كما تعكس حرص بكين على الحفاظ على فعالية التعاون الإفريقي بعيدا عن الحسابات الانفصالية التي تعرقل جهود التنمية والاستقرار في القارة.
وجدير بالذكر أن العلاقات بين المغرب والصين شهدت في السنوات الأخيرة دينامية متزايدة، تجسدت في شراكات متعددة المستويات تشمل مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والبنية التحتية، في إطار مبادرة “الحزام والطريق” التي انضم إليها المغرب منذ عام 2017، وهو ما يجعل المملكة شريكا استراتيجيا موثوقا لدى بكين في شمال إفريقيا.
وبهذا الموقف، يسدل الستار مرة أخرى على محاولات “البوليساريو” للتغلغل في الفضاءات الإفريقية-الدولية، حيث يعاد التأكيد على أن الحل السياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يمر عبر الاعتراف بواقعية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، تحت السيادة الوطنية الكاملة للمملكة.
إرسال التعليق