
من تطوان إلى تنغير، معاناة قاصرين عالقين بين الجوع والترحيل
رصدالمغرب / عبدالعالي بريك
في مشهد مؤلم يتكرر بين الحين والآخر، يقف عدد من الأمهات والآباء ، مترقبين بارقة أمل، أو التفاتة إنسانية من مسؤول أو جمعية، تعيد أبناءهم إلى أحضانهم، لأن هؤلاء الأبناء ليسوا مهاجرين غير شرعيين عبروا الحدود، بل قاصرون جرى ترحيلهم قسرا إلى مسافات بعيدة عن مدنهم الأصلية كتطوان وغيرها، بعد محاولتهم عبور معبر سبتة المحتلة.
هكذا اختارت السلطات معالجة ملف الهجرة غير النظامية، بإبعاد الشباب إلى مناطق نائية داخل الوطن، وكأن النفي الداخلي عقاب كاف لردعهم، و لكن في الواقع، لم يؤد هذا الإجراء إلا إلى مضاعفة معاناتهم، فقد وجد عشرات القاصرين أنفسهم عالقين في مدينة تنغير، بلا مال ولا وسائل تواصل مع عائلاتهم، يواجهون الجوع والتعب والإرهاق، في وقت لا تفصلهم فيه مئات الكيلومترات المرهقة عن بيوتهم.
إنها سياسة تضع الأسر أمام محنة قاسية، وتجعل من محاولات الهجرة مأساة اجتماعية متكاملة، حيث بدل أن تبحث الدولة عن حلول حقيقية تضمن للشباب فرص الشغل والكرامة داخل وطنهم، تقابل أحلامهم بالترحيل والإقصاء، فتزيد من إحساسهم بالظلم وكرههم لبلدهم.
من يملك مثل هذه الأفكار؟، ومن يصر على تكريس منطق العقاب بدل الإصلاح؟، أليس الأولى أن تخصص إمكانيات لإعادة هؤلاء القاصرين إلى عائلاتهم بكرامة، أو توفير بدائل تنموية حقيقية تغنيهم عن الهجرة والمخاطرة بحياتهم؟.
إن ما يحدث اليوم في من تهجير ذاخل الوطن، يضع علامات استفهام كبرى حول أسلوب معالجة الدولة لملف الهجرة، حيث العالم كله يراقب، والعالم كله يرى أن بلدا يطمح إلى مقارعة القوى العظمى، ما زال يتعامل مع أبنائه بأساليب بدائية لا تزيد إلا من جراحهم.
إرسال التعليق