
من يمنعنا من النوم؟ نداء من حي السلام إلى السيد مدير الأمن الوطني
رصد المغرب /سلا
سيدي مدير الأمن الوطني المحترم،
نتوجه إليكم بهذا النداء بلسان الساكنة القلقة، المرهقة، المتروكة لمصيرها، التي تعيش ليالي الرعب في حي يُفترض أنه آهل وآمن. حديقة “الباسكيط” بحي السلام، والتي يُفترض أن تكون فضاءً للراحة والتنفس النهاري، تحوّلت – ابتداء من منتصف كل ليلة – إلى نقطة سوداء تتجمع فيها كل مظاهر الانحراف: باعة المخدرات، مروجو “الميكا”، صراخ السكر، عربدة لا تنتهي، وخوف دائم من أن ينفلت الوضع في أية لحظة.
ما يزيد من حيرة الساكنة ويعمّق جراحها، هو أن هذه الحديقة لا تبعد سوى أمتار قليلة عن ولاية الأمن، وأقل من ذلك عن مقر “البسيج”، فرقة النخبة التي عهد لها المغاربة بمهام صعبة ودقيقة. لكن، وعلى الرغم من هذا القرب الأمني، يعيش السكان عزلة أمنية حقيقية. لا تدخلات، لا دوريات ليلية، لا حضور يُشعر الناس بالأمان، ولا حتى رد فعل على نداءات متكررة تم توجيهها إلى الجهات المحلية، سواء الجماعة الترابية أو السلطات الأمنية.
إننا نسائل عبركم، سيدي المدير، مسؤولية السلطات المحلية التي تجاهلت مطلباً بسيطاً ومشروعاً: بناء سياج حديدي حول الحديقة، وتعيين حراسة ليلية تمنع دخول أي شخص بعد إغلاقها، كما هو معمول به في دول عديدة تحترم راحة سكانها وحقهم في النوم.
فهل يُعقل أن يعيش المواطن تحت رحمة المنحرفين؟ وهل ننتظر حادثاً دموياً أو اعتداءً خطيراً حتى تتحرك الجهات المعنية؟ وهل هناك “إرهاب” أفظع من أن يُسلب الإنسان حقه في الأمان داخل بيته؟!
سيدي المدير،
نكتب إليكم لأننا لم نعد نثق في وعود “الولاية القريبة”، ولأننا نرى أن ما يجري هو تفريط في المسؤولية، إن لم نقل تواطؤاً بالصمت أو الإهمال. ربما الكل مشغول بمهرجان “موازين”، لكننا نحن هنا، في حي السلام، نعيش اختلالاً موازينياً في أبسط معاني الأمن.
نأمل منكم تدخلاً عاجلاً، حازماً، يُعيد الهيبة للمؤسسات، ويمنحنا شيئاً من الطمأنينة التي نستحقها كمواطنين.
وتقبلوا منا فائق التقدير والاحترام.
إرسال التعليق