مواقع حكومية تتعرض لهجمات DDoS. تصعيد سيبراني يثير القلق
رصد المغرب / الرباط
شهدت الأيام القليلة الماضية موجة من الهجمات السيبرانية التي استهدفت عددا من المواقع الإلكترونية التابعة لمؤسسات حكومية مغربية، عبر ما يعرف بهجمات “الحرمان من الخدمة” أو DDoS، ما تسبب في توقف مؤقت لبعض الخدمات الإلكترونية الحيوية، وأثار مخاوف بشأن البنية التحتية الرقمية وأمن المعلومات في البلاد .
هذا الشلل الرقمي المؤقت هو عبارة عن هجمات بدأت بشكل متزامن يوم الخميس الماضي، حيث لاحظ المستخدمون بطئا شديدا أو انقطاعا كاملا في الولوج إلى منصات حكومية مثل مواقع الوزارات، والجماعات الترابية، وبعض الخدمات المرتبطة بالضرائب والتصاريح الإدارية.
وأكد مصدر من المديرية العامة لأمن نظم المعلومات (DGSSI) أن “التحقيقات الأولية تشير إلى هجمات DDoS منسقة، جاءت عبر شبكات بوت نت توزعت بين أوروبا الشرقية وآسيا، واستهدفت تعطيل الخوادم من خلال إغراقها بطلبات وهمية”
وفي ظل تنامي التوترات الجيوسياسية والاختراقات العالمية، يطرح السؤال: هل المغرب مستهدف ضمن حرب سيبرانية أوسع؟ يقول الخبير في الأمن السيبراني، المهندس هشام بناني، إن “الهجمات لم تكن معقدة تقنيا لكنها اعتمدت على الحجم والكم، ما يرجح فرضية أن الجهة المنفذة تسعى إلى التشويش أكثر من الاختراق”.
ويضيف بناني أن “المؤسسات المغربية مطالبة اليوم بالاستثمار أكثر في الحماية المتقدمة، لاسيما أن التحول الرقمي يتسارع، ومعه تتسع مساحة الهجوم المحتملة”.
وكرد فعل رسمي ، أصدرت وزارة التحول الرقمي والانتقال الرقمي بيانا مقتضبا، أكدت فيه أن الهجمات لم تسفر عن اختراق أي بيانات أو تسريب معلومات حساسة، مشيرة إلى أن الفرق التقنية تمكنت من احتواء الهجمات ، وأن الأنظمة عادت إلى وضعها الطبيعي خلال أقل من 24 ساعة.
ودعت الوزارة المواطنين إلى تفادي الشائعات، والاعتماد على القنوات الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، مؤكدة أن الأمن السيبراني أولوية وطنية ، مما يجعل الدفاع السيبراني من أكبر التحديات المقبلة .
وتعكس هذه الهجمات واقعا عالميا جديدا، حيث لم تعد الحروب تخاض فقط بالأسلحة التقليدية، بل أصبح “الفضاء الرقمي” جبهة ساخنة بدوره ، وفي نفس السياق، يرى متابعون أن المغرب بحاجة إلى تحديث بنيته الرقمية بصفة دائمة ، وتعزيز قدرات الاستجابة السريعة ، إلى جانب التعاون الدولي لتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية.
إرسال التعليق