موريتانيا تحذر البوليساريو على إثر توتر صامت في الصحراء المغربية والمغرب يلوح بالتدخل

رصد المغرب / نواكشوط

في تطور لافت يعكس تعقيدات ملف الصحراء المغربية، أبلغت السلطات الموريتانية عناصر جبهة البوليساريو بشكل واضح أن انتهاك السيادة الموريتانية واستخدام أراضيها في أي نزاع لا يعنيها قد أصبح أمرا مرفوضا ولن يسمح بتكراره، وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية مطلعة.

والرسالة الموريتانية جاءت على خلفية معلومات عن تحركات متزايدة لعناصر من الجبهة داخل الأراضي الموريتانية، في إطار ما تصفه الجبهة بأنه “نشاط عسكري ميداني ضد مواقع الجيش المغربي في الصحراء المغربية”، وفي رد فعل مباشر، عبر المغرب، بحسب مراقبين موريتانيين، عن قلق بالغ إزاء ما اعتبره “تساهلا” من نواكشوط مع نشاطات البوليساريو، مؤكدا أنه لن يتردد في اتخاذ إجراءات ميدانية لحماية أمنه القومي، بما في ذلك “ملاحقة عناصر الجبهة داخل العمق الموريتاني” إذا استمرت هذه الأخيرة في استخدامه كنقطة انطلاق للهجمات.

وعلى إثر موقف موريتاني حاسم، وحسب مصادر في الحكومة الموريتانية أوضحت أن نواكشوط ترفض رفضا قاطعا أن تتحول أراضيها إلى ساحة لأي صراع إقليمي، مؤكدة تمسكها بموقف الحياد الإيجابي من قضية الصحراء، والذي تبنته منذ سنوات، وأضافت ذات المصادر أن الجيش الموريتاني كثّف من دورياته على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية للبلاد، منعا لأي تسلل قد يستغل للإضرار بعلاقات موريتانيا مع أي طرف.

وهناك تحديات، حيث يضع هذا الوضع الجديد موريتانيا أمام اختبار صعب، بين التزامها بالحياد، وضرورة حماية سيادتها وأمنها القومي من جهة، وبين الضغوط الإقليمية المتزايدة من جهة أخرى، ومع احتدام الصراع بين المغرب والبوليساريو، قد تجد نواكشوط نفسها مطالبة بلعب دور أكثر فعالية في احتواء التصعيد وتجنب الانجرار إلى صراع طالما سعت إلى البقاء على مسافة منه.