آخر الأخبار

نبيل بنعبد الله بين رهانات التجديد وإشكالات الكفاءات داخل الأحزاب

نبيل بنعبد الله بين رهانات التجديد وإشكالات الكفاءات داخل الأحزاب

رصدالمغرب / عبدالله السعدي


أعلن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، عن ترحيبه الكبير بترشح مايسة سلامة الناجي للانتخابات التشريعية المقبلة، حيث اعتبر هذه الخطوة مكسبا نوعيا للحزب، مؤكدا أنها تعكس ما أصبح يتمتع به من جاذبية سياسية واحترام متزايد في أوساط واسعة، ولم يتردد بنعبد الله في الإشادة بمايسة، واصفا إياها بأنها شخصية ذات تأثير جماهيري وشعبية مؤكدة، وبقدرات تواصلية متميزة، قادرة على تعزيز حضور الحزب في المشهد السياسي الوطني.

هذا الترحيب يندرج بحسب تصريحاته، ضمن استراتيجية أوسع يسعى من خلالها الحزب إلى استقطاب كفاءات نيرة والانفتاح على وجوه جديدة، بهدف خلق حركة اجتماعية مواطنة واسعة، معارضة لما وصفه بـ”فشل التوجه الحكومي الحالي”، ومدافعة عن بديل ديمقراطي تقدمي يستجيب لتطلعات مختلف الفئات الشعبية.

غير أن هذه الخطوة أثارت بدورها تساؤلات وانتقادات في الساحة السياسية والإعلامية. فالبعض يرى أن استعانة حزب التقدم والاشتراكية بشخصيات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي يعكس في جوهره عجز الأحزاب التقليدية عن إنتاج نخب شابة من داخلها، مما يدفعها إلى الاستنجاد بـ”المؤثرين” الذين يملكون قاعدة جماهيرية افتراضية، بدل الاعتماد على تكوين قيادات حزبية جديدة.

الانتقادات لم تقف عند هذا الحد، بل طالت مجمل الحياة الحزبية المغربية، حيث يتهم عدد من الأحزاب، على غرار الاتحاد الاشتراكي وأحزاب أخرى، بأنها لا تمنح الشباب فرصة حقيقية لتولي المسؤولية، مفضلة الاحتفاظ بقيادات متقدمة في السن، تبدو أمام الكاميرات في صحة جيدة، لكنها في الواقع غير قادرة على مواكبة التغيرات المجتمعية، رافضة مغادرة مواقعها إلا “إلى القبور”، على حد تعبير المنتقدين.

ومن هذا المنظور اعتبر اختيار نبيل بنعبد الله لمايسة سلامة الناجي مؤشرا على أزمة داخلية أعمق، عنوانها غياب الكفاءات الشابة داخل الحزب نفسه، وهو ما قد يجعل الساحة السياسية بعد انتخابات 2026 أمام مشهد مغاير، قد لا يخرج عن دائرة الشغب السياسي واستنساخ نفس الوجوه، في وقت يتطلع فيه المواطنون إلى بديل حقيقي وطاقات صاعدة تعكس طموحاتهم.

في النهاية يبقى الرهان على ما إذا كان انضمام شخصيات مثل مايسة سلامة الناجي سيساهم فعلا في تجديد الدماء داخل الأحزاب، أم أنه مجرد محاولة ظرفية للركوب على موجة الحضور الإعلامي، في انتظار أن تكشف صناديق الاقتراع عن حجم التأثير الفعلي لهذه الاختيارات.

إرسال التعليق