نواب غائبون باستمرار وحضور باهت داخل البرلمان

آخر الأخبار

نواب غائبون باستمرار وحضور باهت داخل البرلمان

رصد المغرب / الرباط


في مشهد بات يتكرر بشكل يثير الاستياء، تحولت قبة البرلمان إلى فضاء يعج بالكراسي الفارغة والنقاشات الفارغة المحتوى، في ظل تفشي ظاهرة الغياب المتكرر لعدد من النواب، ممن باتوا يعرفون إعلاميا بـ”البرلمانيين الأشباح”، حيث هؤلاء النواب الذين نادرا ما ترصد لهم مداخلات أو مواقف حقيقية، يواصلون تقاضي رواتبهم وتعويضاتهم دون أداء يذكر، وهو الأمر الذي يطرح أسئلة مشروعة حول مدى التزامهم بواجباتهم الدستورية والأخلاقية.

وتتوالى جلسات البرلمان وسط نسب غياب مرتفعة، أحيانا تفقد الجلسات النصاب القانوني، وأحيانا أخرى تتحول إلى مناسبات شكلية لا تتجاوز حدود الاستعراض السياسي، حيث في المقابل تتزايد احتجاجات بعض النواب داخل القبة، لكنها في كثير من الأحيان تتخذ طابعا استعراضيا غريبا، يتراوح بين رفع شعارات داخل القاعة إلى مشادات كلامية، بل واحتجاجات جماعية لا ترتكز دائما على مبررات مقنعة.

وهذا السلوك النيابي ينعكس سلبا على صورة المؤسسة التشريعية في أعين المواطنين، ويغذي الإحساس بعدم الجدية واللامسؤولية، في وقت تعيش فيه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية تتطلب حضورا سياسيا قويا وفاعلا.

وأمام هذا الواقع يتجدد النقاش حول ضرورة مراجعة القوانين الداخلية المنظمة لعمل البرلمان، وتفعيل آليات المحاسبة وربط المسؤولية بالأداء “الأجر مقابل العمل”، فالمواطن لم يعد يثق في ممثلين لا يمثلون، ولا في مؤسسة يغيب عنها من يفترض أنهم صوت الشعب، لأن إصلاح الحياة البرلمانية ليس ترفا، بل أولوية وطنية تبدأ بالتصدي لظاهرة الغياب غير المبرر، ووضع حد للعبث السياسي تحت قبة يفترض أنها حامية للديمقراطية.

إرسال التعليق