هروب إلى السجن

رصدالمغرب / عزالدين لفحل

أَحَسِبتَ أنّك من اختارَ الرّحيلْ

بل نقّى الحبيبُ أحبابَهُ من قلبٍ عليلْ

باعَ نفسَهُ لمن جعلهُ يكرهُ ويحتقرُ النفوسَ

وأعطى عقلَهُ لمن حوَّلهُ إلى كارِهٍ عَبوسْ

يا مَن ادّعى الفرارَ من الحقدِ والظُّلمةِ

ها أنتَ صرتَ عبدًا للعداوةِ والنقمةِ.

أصبحتَ تكرهُ بقلبٍ تملّكهُ السُّمُ والسُّموم

تُهاجمُ بلسانٍ سامٍّ، لا يرحمُ القُدومْ

فقدتَ السيطرةَ على عقلٍ استعمرتْهُ الشرور

وادّعيتَ المعرفةَ، ومن جهلكَ امتلأتَ بحورْ

تلدغُ كالعقاربِ في سكونِ الليلِ المُوحِشِ،

وتُبصرُ في الأبرياءِ وحوشًا دونَ مُبرّرٍ واضحِ

فأيُّ نورٍ ذاكَ الذي ادّعيتَ الهروبَ إليه

إن كان قلبُك غارقًا في ظلماتٍ تُؤذيه

ارحمْ فؤادَك، واغسلْهُ من كلّ وسخٍ وحقدٍ

فالنورُ لا يُسكنُ قلبًا فيهِ للعدوانِ موطِنٌ أو عهد.

فعالمُنا عقلٌ، لا طقوسٌ

ونورٌ، فيهِ عدلٌ لا يُداسُ ولا يُدوسْ

هو فكرٌ، علمُهُ لا ينتهي

وفيهِ الحبُّ، والصدقُ الجليُّ النقي

فإنْ صدقتَ في السؤالِ يومًا

سترجعُ، فالنورُ لا يُطفأُ سُدًى

فابحثْ عن الحبيبِ بقلبٍ صادق

ستراهُ نورًا يغزو الظّلامَ

ويملأُ الأرواحَ طُهرًا وسلامَ