آخر الأخبار

هروب العميد عبد القادر حداد إشارة إلى تصدع “القوة الضاربة”

هروب العميد عبد القادر حداد إشارة إلى تصدع “القوة الضاربة”

رصدالمغرب / عبدالله بوشريط


تشير التحقيقات الجارية بشأن هروب العميد عبد القادر حداد، المعروف بلقبه “ناصر الجن”، إلى أن القضية لم تعد مجرد خبر عابر عن فرار مسؤول عسكري، بل تحمل في طياتها رمزية عميقة توضح حجم الانهيار التدريجي الذي يعيشه نظام “القوة الضاربة” في الجزائر، ذلك النظام القائم منذ سنوات على الغموض والوحشية والصراع المستمر على السلطة.

فهذا التطور لا يقرأ فقط كحادثة فردية، بل ينظر إليه على أنه مؤشر واضح على هشاشة المؤسسة العسكرية، وعلى التصدعات المتنامية داخل هرم القيادة، حيث بدون إصلاحات جوهرية للمؤسسات، وقطع نهائي مع الممارسات الاستبدادية التي أرستها عقود من الحكم الأحادي، فإن “القوة الضاربة” مهددة بالدخول في أزمة طويلة الأمد، قد تكون لها تداعيات خطيرة على السكان، كما على استقرار المنطقة المغاربية برمتها.

والمثير في القضية أن العميد الفار، الذي عرف بعدائه لفرنسا، اختار في خضم التوترات الأخيرة بين الجزائر وباريس الهجرة السرية عبر البحر نحو السواحل الإسبانية، حيث وفق مصادر متقاطعة، فإن عملية الفرار لم تكن لتتم دون مساعدة شبكة من الجنرالات والضباط ومسؤولين نافذين، وهو الشئ الذي يطرح أكثر من سؤال حول درجة الانقسام داخل المؤسسة العسكرية.

هذا التطور يعزز الانطباع بأن قطاعات واسعة من النخب داخل النظام لم تعد تؤمن بقدرته على الاستمرار، وأن “النظام العسكري الجزائري” بات يعيش مرحلة حرجة قد تفضي إلى انهيار حتمي إذا لم تتم مواجهة أزماته الداخلية بجرأة ومسؤولية.

إرسال التعليق