
هل من حق وزير الاوقاف عزل موظف سامي عينه ملك البلاد . تفاصيل ضجة حول إقالة رئيس مجلس علمي جهوي
رصدالمغرب / حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم
استأثر خبر إقالة رئيس المجلس العلمي الجهوي بمدينة فگيگ باهتمام الرأي العام الوطني ، وتضامن معه عدد كبير من المغاربة ، سيما وان إقالته كانت بسبب تضامنه مع الشعب الفلسطيني عموما والفزاويين على وجه التحديد .
إقالة محمد بنعلي لم يتقبلها الكثيرون ، وهاجموا قرار وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية على قراره الذي اعتبروه جائرا في حق هذا العالم الفقيه الضليع المعروف بمواقفه القوية وقوله الحق ولانه لا يخشى في قول الحق لومة لائم .
ورغم مرور أيام على الإقالة المذكورة إلا انها مازالت تلقي بظلالها ومازالت الاكثر تداولا بالمغرب ، خاصة على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي ، بل ويزيد الحديث عنها يوما عن يوم …
وقد خرج الكثير من المؤثرين معبرين عن رفضهم لهذا القرار الذي اعتبروه ارتجاليا ولا يليق بعالم مثل محمد بن علي الذي له بصمة قوية في الشأن الديني بالمغرب خاصة وباقي دول العالم الإسلامي بشكل عام .
مازال الكثيرون ينتظرون تراجع الوزير احمد التوفيق عن قراره في حق رئيس المجلس الجهوي لفگيگ . وهناك مطالب ودعوات لإلغاء ذلك القرار الذي اعتبروه قرارا في غير محله .
هناك من يقول انه ليس من حق الوزير ان يقيل شخصا عينه الملك شخصيا بوصفه رئيسا للمجلس العلمي الاعلى ، والعزل بهذا الخصوص من اختصاص الملك وحده كما احد المحللين .
التضامن مع غزة ليس عيبا ، وليس سببا في إقالة موظف سامي ، فقضيتنا الثانية بعد قضية الصحراء هي القضية الفلسطينية ، وبنعلي لم يخرق القانون بتضامنه مع غزة ، وواجبه الديني والإنساني قبل كل شيء يفرض عليه الوقوف إلى جانب إخوتنا المقهورين في فلسطين .
الخطير في الامر ان وزير الاوقاف اعلن في الكثير من المناسبات أنه لا يمنع موظفيه من التضامن مع الشعب الفلسطيني ، لكن قراره الاخير لا يعكس تصريحاته ، بل يضربها في مقتل .
فضلا عن كون امير المؤمنين شخصيا اعلن تضامنه مع الغزاويين وارسل لهم الأطنان من المساعدات من مواد غدائية وادوية … بل وفتح جسرا جويا لهذا الغرض يهدف بالأساس لتزويد أهل غزة بكل ما يحتاجونه من مواد اساسية .
ما يحز في النفس ان إقالة بنعلي كانت بسبب تدوينة فقط وليست بسبب خطبة جمعة او درس في المسجد ، ومن حق أي كان ان يعبر عن رأيه في الفضاء الازرق ، خاصة وأنه ليس منصة رسمية .
وقد كتب الدكتور سعيد بنزردة : “من أهم فلتات الصوفية أن يتربى المريد على الانبطاح لسيده كما الميت بين يدي غساله، وما يزال يتنفس الإنبطاح حتى يكره الاحرار و كل دعوة للحرية . لا يتصور المريد المنبطح ان يكون للعالم راي و موقف و إرادة و عزة نفس و استشعار انتماء و كينونة معتقد و دين، لأن المريد المنبطح لا راي له و لامواقف ولا انتماء الا فيما حركته يد غساله.
هكذا يسود الاموات يتحكمون في الاحياء ”
بعد كل هذه الضجة التي أقيمت بهذا الشأن ، هل يتراجع وزير الاوقاف عن قراره ، هل يعود بنعلي لمنصبه وممارسة مهامه التي كلفه بها عاهل البلاد ، هل ستستمر حملة التضامن معه للضغط على الوزير التوفيق …
إرسال التعليق