
وبعد هنيهة تبين أن: السر لي عندو عندهما وليس عند أحدهما…
رصد المغرب/محمد بوقنطار
في مجتمع يعرف اختلالا لا تسير معه قاطرة التطاول في البنيان بموازاة مع بناء وجدان وعقل الإنسان، وفي غمرة إعلام بئيس يلتهم أخلاقنا ويتغذى على همومنا ويشهر بفضائحنا ويتتبع عورات وسوءات الناس، ويقتحم الحرمات، ولا يقيم للفضيلة ولا العفة وزنا ولا اعتبارا، وفي وجود نخبة سياسية وثقافية تخوض معارك الاكتساب بضراوة وشراسة وتلغي بعمد وإصرار مدخون منقبة الاحتساب، تصرف نواصي المجتمع إلى ما وقع هنالك في مداغ نواحي بركان من إشكالية توريث وتمرير صفقة تركة زاوية تؤكل فيها أموال الناس بالباطل ويعبد فيها البشر والقبر والحجر، وينتهك فيها جناب التوحيد وتنسف فيها عرى الاتباع باسم الاتباع، ثم يطفق الصحافي ومعه الأستاذ الجامعي كاتبا بمداد من حزن وحبر من دموع مقلة تلتهب خشوعا وإنابة وإخباتا محبورا يذكر فيه الميت الموروث بتسييد عجيب ويعطفه بتسييدين أعجبين للنجلين المتنافسين على الفوز بكعكة المشيخة، متكلما في سياق ترسيخ هذا التوريث وذلك التنازل، خائفا وجلا متوجسا خيفة، يخشى المسكين من ضياع ذلك الرصيد التأسيسي لثورة إيمان حضاري نوارني مركزيته زاوية آل بودشيش، رصيد روحي يراهن عليه المغرب للمضي قدما في مسيرته الحداثية، وجهاده وجهوده ضد التطرف وبدعة الغرب ، بدعة الإرهاب، بله ضد إسلام الوحي وموروث النبوة على الحق والصدق…
ولعمري كم تعحبت واستغربت وأنا الذي أعرف شيئا من مسار هذا الدكتور الجامعي ومن قبل عن سيرته النقية الصفية المحترفة كصحفي كفء مقتدر ذي خط تحرير هجومي على الباطل وأذنابه، وأنا أراه يخوض مع الخائضين على بدء متكرر وبكثير من العطف والحميمية الممزوجتين بشديد خوفه وكبير خشيته عن انفراط عقد الزاوية ومن ثم هلاكنا وضياعنا وذهاب ريحنا المرهون بنجاح تمرير ذلك السر الذي تبين بعد حين أن: “لي عند سيدي جمال عند سيدي منير كما عند سيدي معاذ…”
نسأل الله أن يهيء لهذا الظلم العظيم يدا من الحق حاصدة مستأصلة تعيد لجناب التوحيد ومنزلة الاتباع سيرتهما وأولويتهما وركنيتيهما وعظيم شأنهما المنصوص عليهما في كتاب رب الأرباب وسنة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، وما دونهما فهباء منثور سيذهب ولابد جفاء.
إرسال التعليق