آخر الأخبار

وسط إقالات وتعيينات جديدة، ماذا وراء استدعاء قادة الجيش الأمريكي؟

وسط إقالات وتعيينات جديدة، ماذا وراء استدعاء قادة الجيش الأمريكي؟

رصدالمغرب / عبدالله السعدي


تشهد المؤسسة العسكرية الأمريكية في الآونة الأخيرة حالة من الحراك غير المسبوق، مع سلسلة من الإقالات والتعيينات الجديدة التي أثارت تساؤلات حول خلفياتها وتوقيتها، حيث ينظر إلى هذه التحركات على أنها “إجراءات إدارية روتينية” في بعض الأوساط، إلا أن استدعاء عدد من قادة الجيش إلى واشنطن يفتح الباب أمام احتمالات أعمق ترتبط بالسياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.

تزامن التغيير في المناصب العسكرية العليا مع بروز تحديات استراتيجية للولايات المتحدة، سواء في المحيط الهادئ حيث تزداد حدة المنافسة مع الصين، أو في أوروبا مع استمرار تداعيات الحرب الأوكرانية، لكن كل هذا قد يفسر الحاجة إلى دماء جديدة في مواقع القيادة، تكون أكثر انسجاما مع التوجهات السياسية الحالية للإدارة الأمريكية.

لا يمكن فصل هذه التحركات عن المشهد السياسي الأمريكي الداخلي، فقد تسعى الإدارة إلى إحكام سيطرتها على المؤسسات الحساسة ومنها الجيش، لتجنب أي خلاف في الرؤى أو تسريبات قد تؤثر على صورة القيادة أمام الرأي العام، لإن استدعاء القادة العسكريين قد يعكس رغبة في “توحيد الخطاب” والتأكيد على الولاء للمسار السياسي المعتمد.

ومن جهة أخرى، يشير بعض المراقبين إلى أن هذه الاستدعاءات قد تكون مرتبطة بمراجعة شاملة للخطط الأمنية، خاصة مع تعدد بؤر التوتر في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتصاعد التهديدات السيبرانية التي باتت تشكل جبهة قتال جديدة، حيث إعادة ترتيب الصفوف العسكرية قد تكون جزءا من محاولة لزيادة الجاهزية وتعزيز القدرة على التعامل مع أزمات متزامنة.

ما يجري داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية ليس مجرد عملية روتينية لتبديل المناصب، بل يبدو جزءا من استراتيجية أوسع لإعادة ضبط العلاقة بين القيادة السياسية والعسكرية في مرحلة حساسة، بحيث تبقى التفاصيل الدقيقة خلف الأبواب المغلقة، إلا أن المؤكد أن المؤسسة العسكرية الأمريكية مقبلة على إعادة تشكيل دورها بما يتناسب مع التحديات المتسارعة على الساحة الدولية.

إرسال التعليق