يد الملك محمد السادس، ربع قرن من البناء والرؤية والإنسانية

آخر الأخبار

يد الملك محمد السادس، ربع قرن من البناء والرؤية والإنسانية

رصد المغرب / سلا

منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، مدت يد الملك محمد السادس يدها إلى المغرب، منذ توليه العرش في 23 يوليو 1999، قادت هذه اليد رحلة تحول غير مسبوقة، وضعت الإنسان في قلب التنمية، ورسمت معالم مغرب حديث وقوي ، فهي تشكل، تبني، تداوي، وتحتضن.

وبخطوات واثقة، أطلق مشاريع عملاقة مثل ميناء طنجة المتوسط، الذي بات من أكبر موانئ إفريقيا، والقطار فائق السرعة “البراق”، الذي اختصر المسافات بين طنجة والدار البيضاء ،ومدد خطوطه مؤخرا بخط سريع جديد، ليجسد رؤية تسابق الزمن وتخترق الحدود ، وتناسب مغرب 2030.

لم تقتصر يد الملك على البناء، بل شملت التضميد والمصالحة, فمن برامج الإسكان الاجتماعي، واستصلاح القرى، إلى الاستثمارات الكبرى في التعليم والصحة والطاقة المتجددة، جاء التقدم شاملا لا يقصي أحدا.

وفي الرياضة، دعمت يد الملك أحلام الشباب، من بناء مركز محمد السادس لكرة القدم، أحد أرقى المراكز في العالم، إلى دعم الرياضة النسائية وتنظيم البطولات القارية والعالمية، وقيادة المغرب نحو استضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

وفي زمن الجائحة، كانت يد الملك أول من مد ذراعه لتلقي اللقاح، مجسدا قدوة وطنية ألهمت الثقة وسط الشعب ، وتحت قيادته، أطلق المغرب واحدة من أنجح حملات التلقيح في إفريقيا، جعلت اللقاح متاحا ومجانيا للجميع.

وأيضا قاد محمد السادس إصلاحات سياسية واجتماعية جريئة، بدءا من مدونة الأسرة عام 2004، مرورا بالإصلاح الدستوري سنة 2011، وصولا إلى الاعتراف الرسمي بالهوية الأمازيغية، وتعزيز التعددية والانفتاح الديني والثقافي.

ورغم برودة العلاقات، بقيت يد الملك ممدودة إلى الجزائر، داعية للحوار والأخوة، دون كلل أو استسلام لليأس ، فدوليا، فرض المغرب نفسه كفاعل محترم ومسموع بفضل دبلوماسية ملكية رزينة فتحت الآفاق، من العودة القوية للاتحاد الإفريقي، إلى شراكات استراتيجية عالمية، وصولا إلى اعتراف دولي متزايد بسيادة المغرب على صحرائه.

وخلال كارثة زلزال الحوز سنة 2023، كانت يد الملك أول من حشد قوى الإغاثة، وأطلق عملية إعادة البناء دون تأخير، مؤكدا أن القيادة الحقيقية تظهر وقت الشدائد.

وفي مواجهة تحدي ندرة المياه، أطلق مشروع “طريق المياه”، رافعا شعار الحق في الماء كحق إنساني أصيل، ومؤمّنا مستقبل ملايين المغاربة ، وأيضا يد الملك ليست قبضة حديدية، بل يد تبني، وتدافع، وتداوي، وتقود ، يد امتدت لترسم على مدار ربع قرن مسيرة أمة تجمع بين العراقة والطموح، بين الاستقرار والتجديد.

وفي تحية اليد التي يقبلها بعض المغاربة اليوم، لا نكرم شخصا فقط، بل نكرم وطنا شيده ملك بتواضع الكبار ورؤية القادة العظماء.

حفظ الله الملك محمد السادس، وأطال في عمره، وأدام عزه، ليواصل حمل أمانة المغرب نحو آفاق أكثر إشراقا.

إرسال التعليق