آخر الأخبار

انسحاب المانوزي يكشف أزمة التجديد داخل حزب الاتحاد الاشتراكي

انسحاب المانوزي يكشف أزمة التجديد داخل حزب الاتحاد الاشتراكي

رصدالمغرب / عبدالصمد الشرادي


في خطوة فاجأت المتتبعين للشأن الحزبي، أعلن صلاح الدين المانوزي سحب ترشيحه لمنصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد مشاركته في اليوم الأول من أشغال المؤتمر الوطني للحزب، حيث أرجع المانوزي قراره إلى غياب شروط التنافس الديمقراطي، وهيمنة تيار يسعى – بحسب تعبيره – إلى “تمديد الولاية الحالية إلى ولاية رابعة بأي ثمن”.

وقال المانوزي في تصريحاته إن “الاتجاه المهيمن داخل الحزب يسير نحو تكريس الوضع القائم، عبر إقصاء الرأي الآخر، ورفض إدماج طاقات اتحادية وازنة كان يمكن أن تشكل قيمة مضافة في النقاش الداخلي”. وأضاف أن المؤتمر عرف “إقصاء ممنهجا للشباب والكوادر الجديدة، مقابل منح صفة مؤتمر لزوار عابرين، مما يفرغ العملية من مضمونها الديمقراطي، ويحول دون التداول الحر والمسؤول”.

ويرى مراقبون أن انسحاب المانوزي يعكس عمق الأزمة التنظيمية والسياسية التي يعيشها حزب الاتحاد الاشتراكي منذ سنوات، خاصة في ظل تمسك إدريس لشكر بقيادة الحزب لولاية رابعة، رغم الانتقادات الواسعة من داخل الصف الاتحادي وخارجه.

ويعتبر عدد من المتتبعين أن استمرار نفس الوجوه القيادية لعقود، مع تهميش الأجيال الصاعدة، ساهم في ابتعاد الحزب عن قاعدته الجماهيرية التاريخية التي لطالما شكلت عموده الفقري، وتحوله إلى تنظيم نخبوي فقد بريقه التقدمي والاجتماعي.

ويختم المانوزي موقفه بالتأكيد على أن “الحزب لم يعد يعبر عن طموحات الجماهير الشعبية، بل أصبح أسير حسابات ضيقة وصراعات شخصية، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى أحزاب متجددة قادرة على مواكبة التحولات العميقة التي يعرفها المجتمع المغربي”.

وبينما يبدو أن إدريس لشكر يسير بثبات نحو ولاية رابعة، يرى العديد من الاتحاديين أن هذا التمديد قد يكون الضربة القاضية لما تبقى من رمزية الاتحاد الاشتراكي كحزب وطني تقدمي، ما لم ينبثق من داخل صفوفه صوت جديد يعيد للحزب روحه النضالية وارتباطه التاريخي بالمجتمع المغربي.

إرسال التعليق