تنظيم أسواق الزواغ في القصر الكبير: خطوة نحو تجارة منظمة وتنمية حضرية شاملة

رصد المغرب / سالم الطنجاوي

في إطار سعي السلطات المحلية بمدينة القصر الكبير لتحسين الخدمات وتنظيم الفضاءات التجارية، عقد اجتماع حاسم يوم 7 أبريل 2025 بمشاركة السيد رئيس الدائرة الحضرية المرينة وقائد الملحقة الإدارية الثالثة، إلى جانب ممثلي جمعية الباعة المتجولين. وجاء هذا اللقاء تنفيذا لتوجيهات السيد باشا المدينة، حيث تمحور حول مراجعة وتحديث قوائم المستفيدين من أسواق الزواغ الأول والثاني، في إطار سياسة تهدف إلى دعم الاقتصاد المحلي وضمان بيئة تجارية عادلة ومنظمة.

فتحسين التنظيم التجاري يعد أولوية محلية ، حيث تعد أسواق الزواغ من أبرز نقاط التجارة النشطة في المدينة، مما يجعل تنظيمها ضرورة ملحة لضمان استقرار العملية التجارية وتقليل الفوضى. وقد أسفر الاجتماع عن تحديد 406 بائعا جوالا سيتم إدراجهم في لوائح رسمية، بعد تحليل دقيق لاحتياجات السوق وحقوق العاملين فيه. هذه الخطوة تهدف إلى توفير مساحات عمل منظمة، تعزز الكرامة المهنية للباعة وتضمن راحة الزبائن في نفس الوقت.

كل هذا يذخل في رؤية متكاملة للتنمية الحضرية ، حيث لا تقتصر هذه المبادرة على الجانب التنظيمي فحسب، بل هي حلقة ضمن سلسلة إجراءات تهدف إلى تطوير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة. فبعد مصادقة المجلس الجماعي على اللوائح الجديدة، ستحظى أسواق الزواغ ببنية أكثر احترافية، مما سينعكس إيجابا على الباعة المتجولين ، وذلك عبر توفير مواقع دائمة تضمن استقرارهم . وعلى المواطنين ، من خلال تسهيل الوصول إلى سلع متنوعة في فضاءات منظمة وآمنة. وعلى المدينة ككل ، عبر تعزيز الجاذبية السياحية والاستثمارية، ورفع مستوى الجمالية الحضرية. وكل ذلك يتيح آفاق مستقبلية واعدة .

و تندرج هذه الجهود ضمن استراتيجية أوسع لتحديث القصر الكبير، تماشيا مع متطلبات التنمية المستدامة. لأن تحسين التنظيم التجاري لا يخدم الاقتصاد المحلي فقط، بل يساهم في ترسيخ صورة المدينة كوجهة جاذبة للاستثمار والسياحة. وفي انتظار المصادقة النهائية على اللوائح، يتطلع أهالي القصر الكبير إلى حقبة جديدة من التقدم، حيث تصبح الأسواق نموذجا يحتذى به في التنظيم والكفاءة.

هذه الخطوة تؤكد أن التخطيط المشارك بين السلطات والفاعلين المحليين هو الطريق الأمثل لتحقيق تنمية حقيقية، تعود بالنفع على الجميع وتضع المدينة على سكة التطور والازدهار.