
عمر هلال: الولايات المتحدة عازمة على إنهاء نزاع الصحراء نهائيا
رصد المغرب / نيويورك
في تصريح بارز يعكس تصاعد الجهود الدبلوماسية لحل أحد أقدم النزاعات الإقليمية في إفريقيا، أعلن السفير عمر هلال، المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على إغلاق ملف الصحراء المغربية بشكل نهائي، في إطار دعمها للحل السياسي الواقعي والدائم الذي تقوده الأمم المتحدة.
وفي كلمة ألقاها خلال لقاء أممي رفيع المستوى، أكد هلال أن هناك إرادة دولية متنامية لإنهاء هذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده، مشيرا إلى أن المغرب يثمن الموقف الأمريكي الثابت والداعم لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب منذ عام 2007، والتي تعتبرها واشنطن “جادة وذات مصداقية وواقعية”.
وفي حديثه عن البعد الرمزي والسياسي للمسيرة الخضراء كمحطة تاريخية نحو الحل النهائي قال هلال: “نأمل أن نحتفل، خلال الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء في نوفمبر 2025، بنهاية هذا النزاع إلى الأبد. إنها لحظة تاريخية نطمح أن تكون إيذانا بعهد جديد من الاستقرار والتكامل الإقليمي.”
وتأتي هذه التصريحات قبل أقل من عامين من الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، التي شكلت محطة مفصلية في استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية، حيث يأمل المسؤولون المغاربة أن تكون المناسبة فرصة للإعلان عن حل نهائي للنزاع، يكرس السيادة المغربية على كامل ترابها الوطني.
ومع الدعم الدولي المتزايد للموقف المغربي ، أوضح هلال أن دعم الولايات المتحدة ليس معزولا ، بل يأتي ضمن توجه دولي واضح، حيث أعربت العديد من الدول، من بينها فرنسا، إسبانيا، ألمانيا ودول عربية وإفريقية، عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وعملي لإنهاء النزاع.
كما شدد على أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، ملتزم بالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة ومبعوثها الشخصي إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، لتفعيل المسلسل السياسي على أساس الموائد المستديرة وبمشاركة كافة الأطراف المعنية.
وارتكازا على التنمية والاستثمار في الأقاليم الجنوبية وفي سياق متصل، أكد هلال أن الأقاليم الجنوبية تشهد “تحولات اقتصادية وتنموية غير مسبوقة”، مشيرا إلى أن النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه الملك محمد السادس في الصحراء قد عزز من البنية التحتية، وجذب الاستثمارات، وأعطى دفعة قوية للتنمية البشرية في هذه المناطق.
و مع اقتراب الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، يبدو أن الأمل يزداد في أروقة الدبلوماسية المغربية والدولية بحل وشيك ونهائي لقضية الصحراء ، وإذا ما تكللت هذه الجهود بالنجاح، فإن المغرب سيكون أمام لحظة تاريخية تتوّج عقودا من الكفاح السياسي والدبلوماسي لاستكمال وحدته الترابية.
إرسال التعليق