
تصعيد دبلوماسي جديد: فرنسا ستطرد 12 دبلوماسيا جزائريا وتستدعي سفيرها بالجزائر وسط جدل حول سفير تركيا في مالي
رصد المغرب / باريس
في تطور مفاجئ ومثير للتساؤلات في العلاقات الثنائية بين باريس والجزائر، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، عن طرد 12 دبلوماسيا جزائريا من أراضيها، مبررة القرار بـ”أنشطة تتنافى مع الممارسات الدبلوماسية المقبولة”. وردا على طرد 12 دبلوماسيا فرنسيا ، ولم تكشف السلطات الفرنسية عن تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه الأنشطة، مكتفية بوصفها بأنها “تهديد للأمن القومي الفرنسي”.
وفي خطوة تعكس تصعيدا غير مسبوق، استدعت باريس سفيرها في الجزائر للتشاور، ما يفتح الباب لتأزم محتمل في العلاقات بين البلدين، لا سيما في ظل توتر سياسي متراكم منذ شهور على خلفية ملفات الهجرة، الذاكرة الاستعمارية، والتعاون الأمني في الساحل.
فمن الجانب الجزائري لم يصدر بعد بيانا رسميا، غير أن مصادر مقربة من قصر المرادية وصفت القرار الفرنسي بـ”الاستفزازي وغير المبرر”، متوقعة ردا دبلوماسيا “مناسبا”.
وفي سياق متصل، أثار الجدل حول دور السفير التركي في مالي اهتمام الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، حيث وجهت تقارير فرنسية وغربية اتهامات مبطنة لأنقرة بـ”استخدام تمثيلها الدبلوماسي في باماكو لخدمة أجندات توسعية”، ما دفع البعض إلى الربط بين الملفين، بالنظر إلى التقاطعات الإقليمية بين النفوذ الفرنسي والتركي في الساحل الأفريقي.
وهناك تحليلات المراقبين التي تشير إلى أن هذه التحركات تأتي في ظل إعادة تشكيل النفوذ الدولي في أفريقيا، حيث تحاول قوى جديدة ملء الفراغ الذي خلفه التراجع الفرنسي، وسط صعود أدوار روسيا، وتركيا، وحتى الصين، في مناطق كانت خالصة التأثير لباريس سابقا.
والأيام القادمة قد تحمل مزيدا من التصريحات وربما الإجراءات المضادة، في حين تبقى القنوات الدبلوماسية مهددة بمزيد من الانغلاق في غياب التهدئة أو الوساطات.
إرسال التعليق