جريمة مروعة تهز جنوب فرنسا: طعن مصلٍ داخل مسجد في “لا غران كومب”

آخر الأخبار

جريمة مروعة تهز جنوب فرنسا: طعن مصلٍ داخل مسجد في “لا غران كومب”

رصد المغرب / غارد، فرنسا

شهدت قرية “لا غران كومب” الهادئة في منطقة غارد بجنوب فرنسا جريمة مروعة أثارت صدمة واسعة في الأوساط المحلية والوطنية، بعدما أقدم شاب فرنسي من أصول بوسنية، غير مسلم، على تنفيذ اعتداء دموي داخل مسجد القرية، مما أسفر عن إصابة أحد المصلين بجروح خطيرة.

وتأتي تفاصيل الحادثة بوقوع الجريمة صباح يوم الجمعة، أثناء أداء صلاة الفجر، حيث اقتحم المعتدي المسجد بشكل مفاجئ، مسلحا بسكين حاد، وهاجم أحد المصلين الذي كان يؤدي صلاته ، وبحسب شهود عيان، لم يصدر عن المهاجم أي شعارات أو عبارات أثناء تنفيذ اعتدائه، مما زاد من حالة الذعر وسط المصلين.

و تمكنت مجموعة من المتواجدين في المسجد من السيطرة على الجاني قبل فراره، حيث احتجز حتى وصول قوات الشرطة، التي ألقت القبض عليه ونقلته إلى مركز احتجاز محلي للتحقيق معه.

وأفادت التحقيقات الأولية من مصادر قريبة أن المعتدي، وهو شاب يبلغ من العمر خمسة و عشرون عاما، ليس له سوابق جنائية معروفة ولم يكن مصنفا ضمن الأشخاص الخاضعين لمراقبة أجهزة الأمن ، حيث أكدت السلطات أن الهجوم لا يبدو مرتبطا بتنظيمات متطرفة أو دوافع دينية، مشيرة إلى أن التحقيقات جارية لتحديد ما إذا كانت دوافعه شخصية أو نفسية.

و من جهتها، فتحت النيابة العامة في نيم تحقيقا بتهمة “محاولة القتل”، مع عدم استبعاد أي فرضيات في هذه المرحلة من التحقيقات، بما فيها الكراهية الدينية.

كل ذلك أدى إلى تسارع ردود أفعال الجمعيات الإسلامية في فرنسا بإدانة الحادثة بشدة، داعية إلى تعزيز الحماية حول دور العبادة، خاصة في ظل تصاعد مشاعر العداء اتجاه المسلمين في بعض المناطق، كما أصدرت بلدية لا غران كومب بيانا أعربت فيه عن تضامنها الكامل مع الضحية وأسرته، مشددة على أن “هذه الأفعال لا تمثل قيم التعايش التي تميز مجتمع القرية”.

وأما على الصعيد السياسي، فقد دعا عدد من المسؤولين إلى التهدئة والحذر من استغلال الحادثة لزيادة التوترات المجتمعية، في حين أكد وزير الداخلية الفرنسي أن السلطات ستضاعف الجهود لحماية دور العبادة في جميع أنحاء البلاد.

وأشارت المصادر إلى حالة الضحية “وهو رجل في الخمسينيات من عمره”، نقل إلى مستشفى محلي حيث خضع لعملية جراحية طارئة، وأكدت مصادر طبية أن حالته مستقرة الآن، رغم خطورة الإصابات التي تعرض لها.

وعلى خلفية الوضع في فرنسا ، تأتي هذه الحادثة في وقت حساس، حيث تشهد فرنسا نقاشات محتدمة حول قضايا الهوية الدينية والعلمانية، فضلا عن تزايد المخاوف من تصاعد الحوادث المرتبطة بالكراهية، سواء ضد المسلمين أو غيرهم من الأقليات.

إرسال التعليق