اتفاق تاريخي يمهد الطريق لاتحاد جمركي بين الاتحاد الأوروبي وجبل طارق

رصد المغرب / سالم الطنجاوي

في خطوة وصفت بالتاريخية، أعلن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عن التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن ملامح الاتحاد الجمركي المستقبلي الذي يشمل جبل طارق، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتأمين علاقات مستقرة ومتوازنة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويهدف الاتفاق إلى إزالة الرقابة الجمركية على البضائع المتبادلة، وتعزيز التعاون بين السلطات الجمركية في الجانبين، مما يسهم في تسهيل حركة التجارة وتبسيط الإجراءات على المعابر الحدودية، حيث يشمل الاتفاق ترتيبات متقدمة في ما يخص الضرائب غير المباشرة، لا سيما ضرائب التبغ، لتجنب أي تشوهات اقتصادية وضمان بيئة تجارية عادلة.

وتضمن الاتفاق كذلك التزامات متبادلة للحفاظ على تكافؤ الفرص في مجالات حيوية، من بينها المساعدات الحكومية والضرائب وحقوق العمال والبيئة والتجارة والتنمية المستدامة، إلى جانب مكافحة غسل الأموال والنقل، بما في ذلك تنظيم عمل مطار جبل طارق، مما يعزز من مناخ الشفافية والتنمية المتوازنة في المنطقة.

وأكدت الأطراف التزامها بحماية حقوق العمال العابرين للحدود وتنسيق أنظمة الضمان الاجتماعي، فضلا عن وضع آلية مالية مشتركة لدعم التدريب والتشغيل، وتعزيز التماسك الاجتماعي والاقتصادي في المناطق المتأثرة.

كما يشمل الاتفاق شقا بيئيا مهما يقوم على التعاون في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة، بما يتماشى مع التزامات الطرفين بالتصدي للتغير المناخي وحماية البيئة الأوروبية.

ويعد هذا الاتفاق جزءاً من التزام أوسع من قبل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بتعزيز الأمن الأوروبي والاستقرار الإقليمي، لا سيما في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة.

ومع هذا التقدم بات الطريق ممهدا أمام الفرق التفاوضية لوضع اللمسات النهائية على النص القانوني الكامل للاتفاق، واستكمال الإجراءات الداخلية اللازمة لتوقيعه والمصادقة عليه من الجانبين.

وعبرت الأطراف المعنية عن ثقتها بأن هذا الاتفاق سيشكل حجر الأساس لمرحلة جديدة من التعاون المثمر، من شأنها أن تعزز الازدهار، وتوفر الثقة والاستقرار والأمن القانوني لجميع سكان المنطقة.