
باحثون يحذرون من الاحترار السريع الذي سيدفع مناخ الأرض إلى “نقطة اللاعودة القاتلة”
رصد المغرب / عبد الحميد الإدريسي
حذر عدد من العلماء والباحثين في المناخ من أن الوتيرة المتسارعة للاحترار العالمي قد تدفع كوكب الأرض إلى مرحلة حرجة، توصف بـ”نقطة اللاعودة”، حيث يصبح من شبه المستحيل عكس مسار التغير المناخي، مما يهدد بانهيارات بيئية واسعة النطاق وآثار كارثية على البشرية.
وفي دراسة حديثة نشرت في إحدى المجلات العلمية المرموقة، أكد الباحثون أن استمرار الانبعاثات الكربونية بمعدلاتها الحالية، إلى جانب التدهور البيئي العالمي، يسرع من بلوغ عتبات مناخية حرجة قد تخرج النظام البيئي العالمي عن السيطرة.
وقال خبير في التغيرات المناخية وهو أحد المشاركين في الدراسة:”نحن نقترب من لحظة محورية في تاريخ كوكبنا، حيث إذا تجاوزنا بعض النقاط الحرجة مثل ذوبان الجليد الدائم أو انهيار غابات الأمازون المطيرة، فلن تكون هناك عودة إلى التوازن المناخي الذي عرفناه طوال آلاف السنين.”
وتشمل هذه “النقاط اللاعودة” المحتملة، وفقا للدراسة، ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند، وانهيار التيارات المحيطية في المحيط الأطلسي، وتحرر كميات هائلة من غاز الميثان من التربة المتجمدة في القطب الشمالي، وهي أحداث يمكن أن تطلق سلسلة من التغيرات المناخية المتسارعة والمتلاحقة.
وفي خضم عواقب مناخ متطرف وأمن غذائي مهدد، يحذر الخبراء من أن تجاوز هذه العتبات لن يؤدي فقط إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل حاد، بل سيؤدي إلى موجات جفاف حادة، وعواصف مدمرة، وحرائق غابات غير مسبوقة، فضلا عن ارتفاع مستوى البحار الذي قد يهدد مدنا بأكملها بالغرق.
وأضافت خبيرة أخرى في التغير المناخي:”هذه التحولات لن تكون تدريجية، بل قد تحدث على شكل قفزات سريعة ومفاجئة، مما يجعل التكيف معها صعبا بل مستحيلا لبعض المجتمعات.”
وفي ضوء هذه التوقعات المقلقة، دعا الباحثون إلى اتخاذ إجراءات فورية على مستوى عالمي لخفض الانبعاثات الكربونية، وتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، وحماية النظم البيئية الهشة، حيث يؤكد العلماء أن النافذة الزمنية لتفادي السيناريو الأسوأ لا تزال مفتوحة، لكنها تضيق بسرعة، مشددين على أن التأخر في اتخاذ قرارات حاسمة الآن، سيكلف البشرية والأجيال القادمة ثمنا باهظا.
إرسال التعليق