
إحالة الوزيرة الفرنسية رشيدة داتي وكارلوس غصن إلى المحاكمة في قضية فساد واستغلال نفوذ
رصدالمغرب / سالم الطنجاوي
أحال قضاة تحقيق في باريس، يوم الثلاثاء، وزيرة الثقافة الفرنسية الحالية رشيدة داتي والرئيس السابق لمجموعة رونو-نيسان كارلوس غصن إلى المحاكمة، وذلك على خلفية اتهامات بالفساد واستغلال النفوذ، بحسب ما أفاد به مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
وتعود القضية إلى عام 2019، عندما فتحت السلطات القضائية الفرنسية تحقيقا أوليا في نشاطات مثيرة للجدل جمعت بين داتي وغصن خلال الفترة التي كانت فيها الأولى عضوا في البرلمان الأوروبي، حيث يشتبه في تلقيها مبالغ مالية نظير تقديم خدمات استشارية لصالح شركة رونو، التي كان يديرها غصن آنذاك.
ومن جهتهما، ينفي كل من رشيدة داتي وكارلوس غصن الاتهامات الموجهة إليهما بشكل قاطع، مؤكدين أن جميع تعاملاتهما كانت قانونية وضمن الأطر المهنية.
وكان فريق الدفاع عن داتي قد دافع مرارا عن شرعية العقود التي أبرمتها مع مجموعة رونو، مشيرا إلى أن الخدمات التي قدمتها تندرج ضمن الإطار الاستشاري القانوني، بحيث غصن المقيم حاليا في لبنان بعد فراره من اليابان في قضية أخرى، فقد نفى بدوره أي شبهة فساد أو دفع مبالغ غير قانونية.
وتتعلق التهم الموجهة إلى داتي بتقاضيها أكثر من 900 ألف يورو كمستحقات استشارية بين عامي 2009 و2012، وهي الفترة التي كانت فيها نائبة في البرلمان الأوروبي، بحيث يشكك المحققون في مدى توافق هذا العمل مع القواعد الأخلاقية لممثلي الشعب الأوروبي، إلى جانب غياب وثائق تفصيلية واضحة تثبت طبيعة الخدمات المقدمة، وأما كارلوس غصن، فيتهم بـاستغلال موارد الشركة وإبرام تعاقدات استشارية غامضة، قد تكون استخدمت لأغراض غير معلنة.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لرشيدة داتي، التي تولت حقيبة الثقافة ضمن الحكومة الفرنسية في تعديل وزاري سابق، حيث تثير القضية تساؤلات سياسية وأخلاقية حول الشفافية في صفوف الحكومة، لا سيما أن المحاكمة إذا تم تثبيت موعدها، فقد تسلط الضوء مجددا على العلاقات بين السياسة والشركات الكبرى في فرنسا.
إرسال التعليق