“التريبورتورات” تواصل حصد الأرواح والسلطات تكتفي بالمشاهدة
“التريبورتورات” تواصل حصد الأرواح والسلطات تكتفي بالمشاهدة
رصدالمغرب / عبدالكبير بلفساحي
شهد حي السلام حادثة سير خطيرة، بعدما أقدم سائق دراجة نارية ثلاثية العجلات (تريبورتور) على دهس سيدة وابنتها بالقرب من منطقة “شاطو”، في مشهد مؤلم يعيد إلى الواجهة ملف هذه المركبات التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة المواطنين.
هذه الحادثة التي ليست الأولى من نوعها، تطرح من جديد علامات استفهام كبرى حول استمرار التغاضي عن تجاوزات هذه المركبات التي تخرق قانون السير جهارا، وأمام أنظار الجميع، بما في ذلك عناصر شرطة المرور والدوريات المنتشرة في الأحياء.
ورغم تكرار هذه المآسي، لا يبدو أن هناك خطوات حقيقية لمعالجة الظاهرة، إذ غالبا ما تكتفي السلطات بحملات موسمية لجمع الدراجات المعدلة أو غير القانونية، دون أن تطال المعالجة الجذرية طريقة استغلال هذه المركبات.
فـ”التريبورتور” لم يصمم لنقل الركاب، لكنه اليوم يستعمل كوسيلة نقل جماعي، يحمل أحيانا ما يفوق العشرة أشخاص، وهو عدد قد تعجز حتى سيارات الأجرة الكبيرة عن استيعابه، ومع ذلك يظل نشاط هذه المركبات مستمرا على مرأى من الجميع، دون تدخل يذكر أو قرار حازم ينهي هذه الفوضى.
والمثير للاستغراب أن هذه المركبات تعمل على خط طويل، يمتد من محطة “طرامواي بطانة” وصولا إلى ما وراء حي الانبعاث، مرورا بشارعي الأطلس الكبير وابن الهيثم، ما يجعلها وسيلة نقل بديلة غير مرخصة، تستغل فراغا تنظيميا واضحا .
إن هذه الحوادث المتكررة تحمل السلطات المحلية، وخاصة المكلفة بتنظيم السير والجولان، مسؤولية مباشرة، في ظل غياب الردع القانوني وترك الأمور تنزلق نحو ما هو أخطر، فهل ستبقى أرواح المواطنين عرضة للدهس والتهميش، أم أن الوقت قد حان لتفعيل القانون وفرض النظام؟
إرسال التعليق